قدر الجيل الحالى أن يعيش أحداثاً وتحولات كبرى والمسئولية فى بلاده يتسلمها الرئيس السيسى وفى أصعب فترات تاريخها وبما يعادل مصر فى 1952 ومصر بعد 1967، وفى الحالتين لم يكن هناك وافر وقت لإضاعته ولا رفاهية الجدال حول المسلمات ولا استدعاء الصبر لشرح البديهيات.. لا وقت باختصار إلا للقتال بكل صوره.. فى البناء وفى الدفاع عن الوطن!
ولم يكن الشعار الذى صنعته ظروف الستينات وصاغه معبراً عنها محمد حسنين هيكل أستاذ الأساتذة فى «يد تبنى ويد تحمل السلاح» محض بلاغة لغوية بقدر ما كان تعبيراً صادقاً عن حال المرحلة وقتها.. كما هو تعبير صادق عن المرحلة الآن!
أول مقالات العام الجديد فرصة لنجدد الاصطفاف خلف ومع الوطن.. ورغم التفاؤل الدائم والممتد لـ2020 إلا أن مهامنا كصحفيين وإعلاميين تقتضى التذكرة الدائمة التى لا تنفع إلا المؤمنين وتتطلب أن نستمر فى حشد الشرفاء فى مصر وهم الأغلبية الكاسحة من أبناء شعبنا التى تحتاج لمن يطمئنها على مستقبلها ومستقبل وطنها.. كلما تيسر ذلك!
مصر التى لم ترسل جندياً واحداً خارج أراضيها اللهم إلا للتدريبات المشتركة مع الدول الشقيقة والصديقة أو التزاماً بنصيبها فى قوات الأمم المتحدة التى هى دائماً لحفظ السلام ومساعدة الشعوب.. لم تعتدِ على أحد كما لم تعتدِ فى الماضى لكن نيران المؤامرة تقترب منها بغير رغبة لا من قيادتها ولا من شعبها المسالم.. والمسئولية عند القيادة تقتضى مواجهة ذلك بما تحمله من أمانة ومن تفويض لحفظ سلامة البلاد والعباد وتقتضى من شعبها أن يطلع على أبعاد التآمر الممتد ضد بلاده عبر قرن كامل الآن لكنه يتجلى أكثر وأكثر فى الستين عاماً الأخيرة التى امتلك الشعب فيها قراره وانطلق يبحث فوق كوكب الأرض عن مكان ملائم لتاريخه المجيد، وكان فى الحالتين -ويا لها من مصادفة- أبناء الجيش العظيم فى صدارته!
الجاهزية الكاملة لكل مؤسسات الدولة فى التعامل مع أى طارئ.. ثقة مطلقة لا تحتاج إلى التجربة والاختبار.. بينما على الجانب الآخر وبسبب رغبة الرئيس فى تعويض المصريين ومصر ذاتها ما فاتهم وما فاتها، انطلقت مسارات الخير تبنى وتعمر فى كل اتجاه، لذا نقف جميعاً أمام مهام كبيرة.. من حلم النووى الذى يكتمل كل يوم خطوة بعد خطوة فى محطة هى الأحدث على الإطلاق فى تكنولوجيا الطاقة النووية، إلى حلم آخر بالقرب منه فى العلمين الجديدة حيث مجتمع جديد ليس فقط سيستوعب ملايين المصريين فى مدينة مكتملة الأركان تحتل على ساحل المتوسط قدر ما احتلت الإسكندرية بعمرها الطويل، وإنما أيضاً استراحة دافئة على جنوب المتوسط للإجازات القصيرة والمتوسطة للسائح الأوروبى!
ومن الغرب إلى الشرق حيث آلاف الأفدنة المزروعة بالأسماك، إلى جوارها قليلاً فى المدينة المليونية بشرق بورسعيد التى ستستوعب عدداً من السكان لم يكن متوقعاً أن يتم بالسرعة التى يجرى بها، ولا بالأيدى العاملة التى ستعمل هناك بما يعادل عشرات الآلاف من العمال والموظفين والمهندسين والمحاسبين، إلى الشرق قليلاً منها حيث بئر العبد الجديدة التى سنراها بأسرع مما نتخيل، إلى الشرق منها حيث رفح الجديدة وقد أنجزت وحداتها السكنية حتى فى ظل القتال ضد أيدى الإرهاب الآثمة إلى الجنوب منها حيث عشرات مصانع الرخام بالقرب منها استعد مطار المليز لاستقبال المستثمرين والزوار بعد تجهيزه وإصلاحه فى زمن قياسى إلى الشرق منه حيث الإسماعيلية الجديدة بعد وحداتها السكنية الكبيرة التى تجاوزت الخمسين ألف وحدة لتستقبل سكانها بما يتجاوز الثلث مليون مواطن، إلى جوارها قليلاً حيث قرية الأمل حيث الريف الجديد الذى يزرع وينتج إلى جوارهما قليلاً وسحارة سرابيوم التى تنقل الماء إلى الأرض العطشانة الصفراء لتخضر بها عشرات الألوف من الأفدنة إلى الجنوب من كل ذلك حيث جامعة ضخمة بميزانية غير مسبوقة وتخصصات نادرة تغير وجه الحياة هناك إلى ما حولها من بنية أساسية تتجدد إلى مدن تفتح ذراعيها الآن للسائحين فى دهب وشرم وغيرها وغيرها، إلى ما بين ذلك كله من مئات الكيلومترات تنقل بأمان المصريين وضيوفهم إلى بوابات ذلك كله من أنفاق أسطورية أنجزت لتفتح شرايين الأمل إلى سيناء ومنها!
ومن جبل الجلالة حيث تغيير الجغرافيا والتاريخ فوقه إلى الطرق الجديدة التى هبطت بمعدل حوادث الطرق بنسبة كبيرة، ومن الصوب الزراعية التى تنقل مصر من الحاجة إلى الوفرة، إلى المليون فدان التى تنقل الأرقام بشائرها مفصلة، ومنهما إلى وحدات فائضة فى الإسكان الاجتماعى تبحث لأول مرة منذ نصف قرن عمن يشغلها ويعيش فيها إلى استنهاض شركات القطاع العام.. أملاك الشعب الناجية من البيع والتصفية واليوم تنقل من الخسارة إلى الربح ومن داخلها حيث خطة استعادة صناعة النسيج إلى الأمل فى تصنيع السيارة المصرية.. ومن المدن الجديدة فى المنصورة وأسيوط وقنا والمنيا وبنى سويف وتوشكى إلى إنهاء عار العشوائيات الخطرة، تكتب حياة جديدة لمن سرقت فى الماضى مخصصات تعليمهم وعلاجهم وتثقيفهم.. إلى محطات الكهرباء التى لا توفر الحياة الطبيعية للناس فحسب.. ولا توفر سبل العمل والحركة لمصانعنا فحسب.. بل تتحول إلى سبيل لصناعة المزيد من المصالح المشتركة مع الأشقاء.. إلى... لكن انتهت المساحة المخصصة للمقال دون العبور السريع على عناوين مجرد عناوين ما يجرى على أرض بلادى.. وكله كله يستحق ارتداء أفرولات العمل والقتال.. للدفاع عنه واستكماله إلى الشكل الأمثل.. لننتقل منه وبعده إلى مهام أخرى.. يجرى وضع بنيتها الأساسية من رقمنة وميكنة لننتقل بها إلى وطن متقدم تكنولوجياً وتصنيعياً وعلى أفضل وأجمل ما يكون وبما يليق كما قلنا بشعب كبير وعظيم!