القيادي السابق بالجماعة الإسلامية: "الحويني" ندم على أطروحاته الخيالية عن النقاب واللحية وزواج الـ4
الدكتور ناجح إبراهيم، عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية السابق
قال الدكتور ناجح إبراهيم، عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية السابق، إن أبوإسحاق الحوينى، الداعية السلفى، تراجع عن بعض أطروحاته التى أسفرت عن مردود سيئ فى الواقع العملى، مثل الزواج بـ4 ووجوب إطلاق اللحية للرجال وارتداء النقاب للسيدات. وأوضح القيادى السابق بالجماعة الإسلامية لـ«الوطن» أن الأزهر الشريف ملىء بعلماء الحديث الكبار، لكنه لم ينجح فى تقديمهم للعوام، ما فتح المجال لـ«الحوينى» لفعل ذلك، كما طالب بدور أكبر للأزهر فيما يتعلق بإجراء حوارات ونقاشات فكرية للمسجونين حتى لا يتحولوا لداعشيين، فضلاً عن عدم تركيز الإعلام على السلبيات فقط لتشجيع مثل هذه المراجعات واستمرارها.. وإلى نص الحوار:
برأيك.. لماذا أعلن «الحوينى» ندمه على بعض كُتبه؟
- الشيخ الحوينى من الناس التى تطرح أطروحات خالية من الخبرة العملية والتجربة الحياتية، ثم يكتشف حينما تطبق فى الحياة أنها نظرية وغير واقعية ومردودها سيئ، مثلما دعا فى البداية أن يتزوج كل رجل بـ4 من النساء باعتباره حلاً لزيادة الطلاق والعنوسة، ولم ينتبه إلى أن هذا الطرح يظلم السيدات، لا سيما أن أهم شرط لتعدد الزوجات هو تطبيق العدل، وبالتالى اكتشف «الحوينى» أن من يطبق أطروحته يتعرض لمظالم، فتراجع عن الفكرة لأنه أطلقها دون تبصر لواقعها.
ما أبرز الأطروحات التى حدثت فيها مراجعات؟
- عدد من السلفيين ومن بينهم الحوينى تكلم عن وجوب إطلاق اللحية، وأن من لا يطلقها فاسق، ثم تراجع هو وغيره كالشيخ محمد إسماعيل عن طبع كتب تحتوى على هذه الآراء، أيضاً رأى البعض أن النقاب فرض ومن المندوبات ومحاسن الأخلاق لكن تراجع عن ذلك باعتباره أمراً اختيارياً. وبالتالى هناك مراجعات فى الجانب السلفى لا يركز عليها الإعلام، مثل المراجعات فى تفسيق غير الملتحى وغير المنتقبة، وبعض الدعاة يجرى حالياً مراجعات، ومن ضمنها ألا تُطبع الكتب التى كانت تشمل آراءه الأولى.
ناجح إبراهيم: "أبو إسحاق" ينتمى إلى مدرسة "الألبانى" المتشددة فى الحديث.. وظن أن كل حكم أتى فى الأحاديث واجب
لكن الحوينى تحدث عن كتب الحديث تحديداً فى الفيديو الذى أعلن فيه ندمه.. ما تعقيبك؟
- الشيخ الحوينى كان متصدراً فى مسألة الحديث، وكان من مدرسة الألبانى التى تعتبر متشددة فى الحديث، كما ينكر جهود الأزهر فى مسألة الحديث، وفى هذا الصدد أشير إلى أن الأزهر الشريف به علماء حديث كبار لكنهم ليسوا مشهورين، فمثلاً الدكتور أحمد معبد من كبار علماء الحديث فى الأزهر، وبالتالى فإن الأزهر لم يبذل جهداً كبيراً فى إخراجهم للعوام، والحوينى تمكن من إخراج علم الحديث للعوام.
على ماذا ندم الحوينى تحديداً فى مسألة الحديث؟
- الحوينى ظن أن كل حكم أتى فى الأحاديث واجب، كما قال فى الفيديو، لكن ليس حكماً واجباً، فيمكن أن يكون مستحباً أو مندوباً أو له ظروف، وبالمناسبة هذه المراجعات موجودة وكثيرة والتذكير بها جيد ويجب تشجيعها وليس مجرد التركيز على السلبيات فقط، خاصة أنها فى جوانب كثيرة جداً، مثل مسألة ارتداء الجلباب والنقاب وإطلاق اللحية، وأن السنة النبوية ليست كلها واجبة للتطبيق، فهناك أشياء تخص النبى كبشر، وأشياء مبلغ بها كقائد جيش، وأخرى كقائد سياسى، فبعض ما فعله كقائد جيش لا ينبغى أن نطبقه، مثل أن يكون للفارس 3 أسهم وللراجل «المترجل» سهم واحد وغيرها، فهناك أشياء فعلها الرسول كقائد أمة، لكن ما قاله باعتباره نبياً يأمر به فيطاع، هذه هى واجبة التنفيذ.
لم يتم السماح للأزهر حتى الآن بالتواصل مباشرة مع الحركات الإسلامية لمحاورة عناصرها واحتوائهم وإرشادهم لطريق الصواب
هل تتوقع أن يكون لمراجعات الحوينى تأثير فى الشارع السلفى؟
- سيكون لها تأثير لو مدحناها، لكن المشكلة فى تصيد الأخطاء، فعلى سبيل المثال لو هناك 100 شخص ينتمون للتيار السلفى وواحد منهم قال كلمة خاطئة يتم تسليط الضوء عليها، كما أننا لم نسمح للأزهر إلى الآن بأن يتواصل مباشرة مع الحركات الإسلامية يتحدث إليهم ويحتويهم ويرشدهم لطريق الصواب.