مرسى مطروح: تراجع أغنام "البرقي" من 1.2 مليون إلى 446 ألف رأس في 30 سنة
شكوى من انخفاض مساحات الرعي الطبيعي وغياب دعم الطب البيطري
أحد المربين ممسكاً بجمله
خلال 30 سنة فقط، فقدت مرسى مطروح ثلثى ثروتها الحيوانية، لتصبح مهددة حالياً بالمزيد من الخسائر، بعدما كانت واحداً من أهم مراكز التربية والرعى فى مصر، خاصة لأغنام البرقى، التى اشتهرت بها المحافظة، مع فقدان مساحات كبيرة من المراعى خلال موسم الشتاء، وعدم الحصول على دعم كافٍ من «الطب البيطرى»، حسب مربين.
فتحى المالكى، أحد مربى الأغنام فى منطقة رأس الحكمة، يشكو من فجوة كبيرة بين أسعار الأعلاف والأغنام حالياً، ما يلحق خسائر فادحة بالمربين، على حد قوله، لأنهم غير قادرين على شراء الأعلاف بأسعارها الحالية، فيضطرون لبيع الأغنام صغيرة بدلاً من تربيتها، ليخففوا عن أنفسهم تكلفة شراء الأعلاف.
ويبلغ سعر جوال القمح زنة 40 كيلوجراماً قرابة الـ225 جنيهاً، حسب «المالكى»، بالإضافة لارتفاع خطير فى أسعار الأدوية البيطرية، ما ينعكس على تكلفة تربية الأغنام، مقابل انخفاض كبير فى أسعارها بالأسواق، موضحاً: «فى العام الماضى كنت أبيع الخروف بـ4200 جنيه، بينما أضطر لبيعه الآن بـ2100 جنيه فقط، أى نصف الثمن».
وأرجع «المالكى» ارتفاع تكلفة التربية مقارنة بسعر البيع إلى ندرة الأمطار خلال الموسم الأخير، خاصة فى الشريط الصحراوى الممتد من السلوم غرباً إلى الحمام شرقاً، بطول حوالى 500 كيلومتر، على مسافة بين 7 و20 كيلومتراً جنوب ساحل البحر المتوسط، حيث عانت من ندرة الأمطار مؤخراً، وهى أبرز مناطق رعى الأغنام فى المحافظة.
أما ناصر عبدالمولى، أحد مربى الأغنام فى مدينة مرسى مطروح، فيقول: «فى السنوات الماضية كنا نضطر لبيع ذكور الأغنام فى فصلى الخريف والصيف فقط، نظراً لقلة مساحات الرعى فيهما، لكن أصبحنا مضطرين الآن لبيع الإناث، حتى فى فصل الشتاء، نظراً لتراجع مساحات الرعى فى هذا الموسم أيضاً، مع ندرة الأمطار».
وطالب عبدالله سالم، أحد المربين فى مدينة مرسى مطروح، وزارة الزراعة بدعم الأعلاف المقدمة للمربين، أو إتاحة قروض ميسرة لهم حتى يتمكنوا من تسديدها على مراحل، مع منح مهلة لجميع المربين قبل السداد، وألا يتم دعم غير المربين، لضمان أن يصل الدعم إلى مستحقيه، بما يعود بالفائدة على الثروة الحيوانية فى المحافظة.
من جهته، أقر المهندس أحمد يوسف، مدير «الزراعة» فى مرسى مطروح، بتعرض الثروة الحيوانية فى المحافظة لتراجع كبير فى حجمها خلال السنوات الأخيرة، خاصة أغنام البرقى التى تشتهر بها، فتراجعت أعدادها من 1.2 مليون رأس فى عام 1989، لتصل إلى 446 ألفاً و502 رأس فقط فى عام 2018، بنسبة 63%، طبقاً لآخر إحصاء رسمى.
وأرجع «يوسف» التراجع الكبير للثروة الحيوانية فى المحافظة إلى عدة أسباب، منها قلة الأمطار، وارتفاع أسعار الأعلاف المصنعة والأدوية البيطرية، والرعى الجائر فى المراعى الطبيعية، واقتلاع الحطب من جذوره، ما زاد من معدلات التصحر، وأثر سلباً على المراعى، بالإضافة لدخول الكسارات إلى المناطق الرعوية، متسببة فى تلفيات كبيرة فيها.
وأشار إلى أن «السنوات المطيرة يقل فيها اعتماد المربين على الأعلاف للتغذية، طوال فترة تتراوح بين 3 و4 أشهر، نظراً لتوافر مراعٍ طبيعية خلالها، بينما السنوات الجافة يلجأ فيها المربون إلى الأعلاف كمصدر وحيد للتغذية»، مؤكداً أن الحل لمواجهة انخفاض أعداد الأغنام هو توفير أعلاف بديلة، عن طريق التوسع فى زراعة البانيكام والشعير المستنبت، وزيادة القيمة المضافة لتدوير المخلّفات الزراعية، بإضافة المولاس إلى الأعلاف، نظراً لارتفاع قيمته الغذائية.