قيادى جهادى: رصدنا منزل «السيسى» لاغتياله بعد الإطاحة بـ«مرسى»
كشف عبدالرحمن على إسكندر، المتهم بالعمل على إعادة إحياء تنظيم الجهاد، عن أن نبيل المغربى، القيادى الجهادى، أخبره بعد ثورة 30 يونيو أنهم رصدوا منزل المشير عبدالفتاح السيسى، وزير الدفاع آنذاك، وأنه أصبح من الممكن اغتياله، بعد إعلانه الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسى.
وأشار «إسكندر»، فى التحقيقات التى أجرتها معه نيابة أمن الدولة، بتاريخ 6 ديسمبر 2013، وحصلت «الوطن» عليها، إلى أن «المغربى» قال له: إن «السيسى» يقيم فى مساكن الضباط، بحلمية الزيتون بجوار مبنى المخابرات الحربية، ومن المحتمل أن يقوم الجيش بعملية انقلاب عليه، وفى هذه الحالة سيبدأون ثورة إسلامية.
وقال «إسكندر»: إن «المغربى» خطط لتفجير محطات الكهرباء ومستودعات الغاز فى مصر فى توقيت واحد، لافتاً إلى أن هذا العمل لن يكون صعباً، فيما ستكون تداعياته خطيرة.
واعترف «إسكندر» بأنه سافر بعد تولى محمد مرسى الرئاسة إلى سيناء، برفقة نورالدين سالم، ومحمد رشوان، حيث تولى تنظيم أنصار بيت المقدس تدريبهم على استعمال السلاح، فضلاً عن تدريبات بدنية شاقة، مضيفاً: «بعد العودة من سيناء علمنا أن الشيخ عادل عوض شحتو، يُسفِّر الناس إلى ليبيا للتدريب هناك، من أجل السفر إلى سوريا أو العودة إلى مصر وتشكيل خلايا نائمة، تكون على استعداد للثورة الإسلامية».
وروى «إسكندر» قصة تحوله من الانتماء للتيار السلفى إلى التيار الجهادى، قائلاً: «الأمر بدأ بسماع خطب ودروس الشيخ محمد حسان، ومحمود المصرى، فى مسجد العزيز بالله، ودروس أبوإسحاق الحوينى، وياسر برهامى، ومحمد إسماعيل المقدم، ولم تكن أمور الحاكمية تشغل ذهنى، كما التحقت بمعهد العزيز بالله، التابع لجماعة أنصار السنة المحمدية».
وعن بداية فكرة الثورة الإسلامية المسلحة، قال: «ذهبت إلى ميدان التحرير بعد ثورة يناير، فتعرفت هناك على شيوخ السلفية الجهادية، ووجدت فيهم ضالتى، وفكرنا فى الدفع بالشيخ حازم صلاح أبوإسماعيل، لتولى رئاسة الجمهورية، دون إجراء انتخابات، لتوافر معظم شروط الحاكم فيه أكثر من غيره، ومنها الكفاءة، والدراية الشرعية، والقدرة على احتواء الأفراد، ففى اعتقادنا أن المسار الديمقراطى حرام، وبدأنا العمل فى أن تكون هناك جُمعة، لتحويل المسار الديمقراطى، إلى مسار إسلامى».
وتابع: العلاقة بين السلفية والجهادية توترت بعد مقتل عدد من الجنود فى رفح، والقبض على خلية مدينة نصر، فانحسر دور السلفية الجهادية، واقتصر على تسفير الشباب إلى سوريا للجهاد هناك، فيما كان بعض الشباب متحمسين لقيام الثورة الإسلامية، والمقصود بها إحداث حالة من الحراك الشعبى كالذى وقع فى يوم 28 يناير عام 2011، على أن يكون هذه المرة فى حماية عناصر مسلحة من الإسلاميين، لأن الحراك كان سيصطدم بمعارضيه من العلمانيين وحلفائهم، وهو ما يلزم معه وجود دفاع مسلح، مستشهداً بمقولة عمرو بن العاص: «شعب مصر لمن غلب».
وحكى «إسكندر»، فى التحقيقات، مواقف كان لها تأثير على نفسيته، فبعد 30 يونيو وبيان الجيش الذى ألقاه «السيسى»، تعرض لاعتداء لفظى من المارة فى الشارع، لأنه كان مطلقاً لحيته، ووصل الحد إلى تهديده بالضرب. وتابع: «بعدها كشف لنا الشيخ المغربى عن خطته، وهى استهداف محطات الكهرباء، لمواجهة الانقلاب العسكرى، ولإفقاد الجيش قدرته، عبر قطع الكهرباء، وأن الفكرة حصل عليها من مهندس كهرباء لم يكشف اسمه».
وواصل: «المغربى كلف مجموعة شبرا الخيمة المكونة من نور الدين، وسيد، وأحمد عبدالرؤوف، برصد محطات الكهرباء، وتحديد ارتفاع سور كل محطة، والكاميرات، والأمن عليها، للوقوف على مدى إمكانية التسلل إليها، وكانت الفكرة، أن يتم اقتحام عدة محطات كهرباء فى آن واحد، وإشعال النيران فى غرف التحكم، بعد إنزال سكين الكهرباء أو تدمير الغلاية، وذلك حتى يفقد الجيش قدرته على الاتصال»، مشيراً إلى أن «المغربى» كلفه بمعاينة محطة كهرباء شمال القاهرة، وأنه بالفعل ذهب لمعاينتها، وتبين أنها منطقة كبيرة محاطة بسور ضخم يضم محطة كهرباء، ومحطة محولات، فعاد لإخبار «المغربى» بأن دخول هذه المحطة شبه مستحيل.
وكشف «إسكندر»، عن أن الشيخ فوزى، أحد قيادات التنظيم، رصد المركز القومى للتحكم فى الطاقة، القريب من الوراق، وكان «المغربى» يفكر فى التسلل لهذا المكان لاعتقاده أنه يتحكم فى عدة محطات، وفى حال تعطيله تنقطع الكهرباء فى المحافظات، من القاهرة حتى بنى سويف، مروراً بالجيزة، وحتى محافظة السويس شرقاً، والإسكندرية شمالاً، كما كان المخطط يتضمن إيقاف بث القمر الصناعى، وتفجير بعض مواقع الغاز.
تحقيقات النيابة مع المتهم
تحقيقات النيابة مع المتهم