سوق العتبة.. المصير المجهول والخوف في عيون "الجائلين"
سوق كبيرة تفترشها الباعة الجائلين، تختلف ملامحهم وأعمارهم ويجمعهم هدفًا واحدًا، هو البحث عن مصدر رزق، لم يستطيعوا الحصول عليه من وظيفة تمنحها لهم الدولة.
افترشوا الأرض باحثين عن الرزق في "ميدان العتبة"، تبحث عيونهم في وجوه المارة عن مقبلٍ على بضاعتهم، تبتسم شفاههم في وجوه المارة، وتواري خلفها أنين البحث عن قوت اليوم ولقمة العيش، وينتظرون مصيرًا مجهولًا بعد نقل "أبناء الكار" إلى منطقة الترجمان.
"المفروض يضربونا بالنار ويخلصوا مننا او يدخلونا السجن ، علشان يستريحوا"، قالها "أحمد" الرجل الأربعيني، المتصبب في عرقه، معتبرًا أن هذا هو الحل الأمثل لمشكلة الباعة الجائلين طالما أن الحكومة عجزت عن توفير فرص العمل لهم أو تركهم يبحثون عن الرزق بأنفسهم.
ويضيف "أيام بابا علاء مبارك كانت البلدية بتجري ورانا بس كنا بنشتغل وبنجيب أحلى فلوس و الحالة بقت زفت" ويتابع "صعب على الرجل أن أبنه يطلب منه أي حاجة ويبقى جيبه فاضي".
ممرات متاخمة يفترش فيها الباعة، بضائعهم تسير الحياة فيها بشكل طبيعي لكن الوجوه يعتليها الخوف واليأس، وأحيانًا لانتظار قرار قد ينهي على مصدر رزقهم.
"المشكلة مش بيحس بيها إلا اللي عايش فيها ومحدش حاسس بينا"، كلمات لعم محمد، خمسيني، اعتلى الشيب رأسه يجلس أرضًا وأمامه قفص خشبي يبتاع المناديل منه، ويكمل "المنديل دي فاتح بيت كامل وبربي خمس أولاد منها ومش هسيب المكان ده".
"احنا لينا حقوق، احنا مش كلاب" وأخذ يقلب في الجوارب التي كان يفترشها على قفص خشبي، محمد الشاب ذو 19 عامًا بملامحه الريفية، بدا متحيرًا من أمر الحكومة التي عندما بدأت تفكر بشأن الباعة الجائلين قررت نقلهم من أماكن حيوية اعتادوا عليها، واعتادت عليهم وألفها الزبائن إلى المستقبل المجهول.