مع بعض الأصدقاء الكُتّاب والإعلاميين والشخصيات العامة استمتعنا بمشاهدة مسرحية «أبوالعربى» لنجم الكوميديا هانى رمزى ويشاركه البطولة: داليا البحيرى، حجاج عبدالعظيم، محمد جمعة، أحمد فتحى، عمرو عبدالعزيز وآخرون، والمسرحية من إخراج تامر كرم، تأليف محسن رزق.
أربع ساعات من الضحك المتواصل مع هانى رمزى الذى يعود للمسرح بعد غياب 18 عاماً، حيث يقدم كوميديا هادفة ومحترمة يتحدى بها الإسفاف الذى يحاصرنا وجائحة كورونا التى ترعب العالم. المسرحية تدور أحداثها فى إطار كوميدى من خلال شخصية أبوالعربى، ذلك الشاب البورسعيدى الفهلوى، الذى لا تخلو حياته أيضاً من المواقف الوطنية البطولية. أعمال هانى رمزى تشهد إقبالاً كبيراً لأنها هادفة وتؤكد أن الجمهور يعشق الأعمال المحترمة غير المبتذلة والتى تحافظ على الآداب العامة وترتقى بالذوق والأخلاق.
«رمزى» يتمتع بخفة الظل، وينتمى إلى أسرة مصرية قبطية محترمة، وهذا انعكس على اختياره لأعماله الفنية، حيث يحرص على تقديم كل ما هو مفيد، حتى الكوميديا يكون لها هدف ليس فقط مجرد الضحك للضحك، رغم أن الضحك فى حد ذاته هذه الأيام أكبر هدف وأصبح نادراً، ومسيرته الفنية محترمة سواء فى السينما أو التليفزيون والمسرح، ليس فيها ما يدعو للخجل، وكان من الفنانين القلائل الذين قدموا السياسة فى إطار كوميدى خفيف وممتع؛ مثل «عايز حقى، ظاظا، جواز بقرار جمهورى»، كذلك القضايا الاجتماعية مثل «قسطى بيوجعنى، محامى خلع، أبوالعربى، غبى منه فيه» وغيرها.
يحسب لهانى رمزى أنه لم يستأثر ببطولة المسرحية وحده ولكنه تقاسمها مع زملائه، كما أعطى فرصة كبيرة لبعض الوجوه الشابة الواعدة. عودة لعائلة «هانى رمزى» التى تربطنى بها علاقة طيبة منذ سنوات، إنها حدوتة مصرية؛ شقيقه الأكبر د. إيهاب رمزى، أستاذ القانون، عضو مجلس النواب، أما شقيقه الأصغر فهو المستشار أمير رمزى، رئيس محكمة الاستئناف، والثلاثة ورثوا أيضاً عن والدهم المحامى المرحوم عادل حنا، حب الوطن وعشق العمل الخيرى والتطوعى رغم شهرتهم الكبيرة وإقامتهم فى القاهرة منذ ميلادهم ولكنهم لم ينفصلوا عن جذورهم بمحافظة المنيا يعيشون آلام أهاليهم هناك ويقدمون لهم المساعدات والخدمات ولكل الفقراء على مستوى الجمهورية من خلال جمعية «راعى مصر» التى أسسوها ويرأسها المستشار «أمير»، حيث قاموا ببناء مستشفى بالجهود الذاتية على أكثر من 11 ألف متر وتجهيزه بأحدث الأجهزة الطبية بمدينة بنى مزار وهى منطقة معدمة صحياً.
جمعية (عائلة رمزى حنا) «راعى مصر» تساعد المواطنين وتخفف معاناتهم من الفقر والمرض ومن خلال مستشفياتها المتنقلة تذهب إلى القرى والنجوع الأشد احتياجاً والمحرومة من الخدمات الطبية فى كل المحافظات بهدف علاج المرضى المعدمين بالمجان، وتسهم أيضاً فى توفير مساكن صحية وآمنة للأسر الفقيرة، وتحسين المستوى المعيشى لآلاف الفقراء من خلال مساعدات مالية شهرية لغير القادرين على العمل، وأيضاً سداد ديون الغارمين والغارمات وتوفير مصدر دخل ثابت بشكل إنسانى للأسر الفقيرة والمعدمة. ما تقوم به عائلة «رمزى» شىء يدعو للفخر، وأعمالهم الخيرية لجميع المصريين لا فرق بين مسلم ومسيحى، بالإضافة إلى أنهم يتمتعون بالتواضع الرفيع والأدب الجم. كل الاحترام والتقدير للفنان المحبوب هانى رمزى، الذى يحقق المعادلة الصعبة فى تقديم أعمال هادفة تحظى بالاهتمام والإقبال الجماهيرى، أيضاً التحية لعائلته المحترمة التى تحمل هموم الوطن والمواطن.