تنتهى المائة يوم الأولى من حكم مرسى يوم 8 أكتوبر المقبل. الملمح الأبرز الذى يمكن رصده فى نشاط الرئيس خلالها هو السعى الدؤوب للحصول على معونات وقروض من عدد من الدول العربية والأجنبية لتعويض العجز فى موازنة الدولة، وقد شملت الدول التى وقف الرئيس على أعتابها لتحقيق هذا الهدف كلاً من: قطر، التى زاره أميرها، بالإضافة إلى سبع دول أخرى قام بزيارتها، هى: المملكة العربية السعودية وإيطاليا وبلجيكا والصين وإيران وتركيا والولايات المتحدة الأمريكية. وقد غرّد الرئيس «مرسى» مفسراً كثرة سفرياته بقوله: «الحركة فى الخارج تخدم النهضة فى الداخل»!
وقد بدأت البركة تهل بالإعلان عن الوديعة القطرية بمليارى دولار بالبنك المركزى، أودعت منها قطر 500 مليون دولار كدفعة أولى، وباقى الدفعات فى السكة. وخلال زيارة الرئيس مرسى للصين تم الإعلان عن أن الحكومة الصينية وافقت على منح مصر 450 مليون يوان صينى كمنحة لا ترد. وقدمت فرنسا لمصر منحة لا ترد قيمتها 300 مليون يورو، للمساعدة فى إنشاء الخط الجديد لمترو الأنفاق، وخلال زيارة «مرسى» لتركيا تم الاتفاق على منح مصر قرضاً قيمته مليار دولار، سيتم إرسال نصفه بشكل عاجل، والدفعة الثانية مع أول العام الجديد. وخلال الساعات الحالية يبذل الرئيس «أوباما» جهودا مضنية لإقناع الكونجرس الأمريكى بالموافقة على منح مصر معونة عاجلة قيمتها 450 مليون دولار. تضاف إلى ذلك المحاولات الحثيثة التى تبذلها حكومة الدكتور هشام قنديل للحصول على قرض قيمته 4٫8 مليار دولار من صندوق النقد الدولى.
تلك هى أهم الجهود التى بذلها الدكتور محمد مرسى خلال الأيام المائة الأولى من ليالى حكمه. وتهدف جميعها إلى الحصول على أموال يستطيع من خلالها سد «ابقاق» المصريين المفتوحة عن آخرها طالبة الطعام والشراب والدواء والكساء والوقود والمسكن. وبعيداً عن أن الرئيس مرسى يتعامل مع الحالة الاقتصادية المصرية بنفس الطريقة التى كان يتعامل بها «المخلوع» طبقاً لقواعد «اصرف ما فى الجيب يأتيك ما فى الغيب» و«احيينى النهارده وموتنى بكرة»، يبقى أن المبالغ التى حصل عليها مرسى حتى الآن لا تسمن ولا تغنى من جوع. والمثل المصرى يقول: «التشافيط ما تملاش قرب». وربما كان أكبر دليل على فشل هذه السياسة أن رئيس الوزراء «قنديل» خرج و«نوّر» علينا منذ أيام بحقيقة أن من يطالبون بزيادة المرتبات لن يحصلوا على شىء؛ لأن «مفيش فلوس»! لذلك فالمطلوب من الرئيس «مرسى» خلال الفترة المقبلة أن «يبص جوه شوية»، فقد يجد حلولاً أكثر جدوى فى التعامل مع مشاكلنا.. وأهل زمان قالوا: «قال يا بايس أهل برة تشكّر لهم.. بوس لأهل بيتك تكسب أجرهم»!