قبل أن تطير الاختراعات
لا شك أن مشروع مصر القومى الكبير، قناة السويس الجديدة، الذى ينتظره المصريون جميعاً، إنما كان فى الأصل نتيجة لبحث علمى دقيق، أقول هذا بمناسبة مشاركتى فى مؤتمر علمى جمعنى بمجموعة من الشباب المصرى العائد من البعثات الخارجية من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، بعدما نالوا درجات الدكتوراه والأستاذية من أكبر الجامعات الأمريكية والبريطانية فى أدق التخصصات الطبية والهندسية، وقد هالنى العجب بعدما استمعت إلى تجاربهم العلمية، وبحوثهم الفريدة، وتساءلت كيف لم تلتفت إليهم الدولة إلى الآن؟ بعضهم قطع شوطاً هائلاً فى علاج أدق أنواع الأمراض الخبيثة والسرطانية من خلال نواتج الطبيعة من بعض أوراق نباتات الزينة التى نُزين بها بيوتنا، وفريق آخر توصل إلى مقدمات علاج مبهرة لمرض ألزهايمر بالتعاون مع فريق طبى بريطانى، وفريق ثالث نجح فى ابتكار وصناعة أنواع مختلفة من السيراميك النادر الذى يعطى أكثر من لون حسب الإضاءة المسلطة عليه، وفريق رابع نجح فى ابتكار عشرات الأفكار للاستفادة من الطاقة الشمسية غير المكلفة، ونجح فى توظيفها على أرض الواقع، إذن أين تكمن المشكلة؟ تكمن المشكلة فى أن معظم هؤلاء الشباب ذهبوا بأنفسهم لمقابلة المسئولين فى مصر، وفى مقدمتهم وزراء الصحة والهندسة والكهرباء، ولكنهم للأسف عادوا بخفى حنين، مما أجبر بعضهم على التفكير بجدية فى العودة من جديد إلى أمريكا وبريطانيا بعدما أدركوا يقيناً أنه لا كرامة لنبى فى وطنه، فمتى نسمعهم قبل أن يتركونا؟.