«كاميليا» بائعة الملوحة: الدنيا علمتنى القوة
تثبت لنفسها يومياً أنها كامرأة قادرة على مواجهة أى صعاب، فقد واجهت ظروفاً قاسية فى حياتها، خاصة بعد إصابة زوجها فى حادث، فوجدت نفسها فجأة مسئولة عن خمسة أطفال، بالإضافة إلى زوجها المريض، على الرغم من ذلك أصرت على تعليم أولادها وبناتها، ولم ترضَ أن يعمل أحدهم، ولا أن يعاونها أحد فى مصاريف منزلها.
تستيقظ «كاميليا»، بائعة الملوحة، فى الصباح الباكر، تطمئن على أطفالها قبل الذهاب للمدرسة، ثم تذهب إلى تاجر الملوحة الذى تتعامل معه، لتبدأ رحلة البحث عن الرزق فى شوارع «السيدة عائشة».
«أنا باخد من التاجر وآخر النهار أرجع له الفايض من بضاعته، وأديله حقه، ويطلع لى 20 جنيه، 30 جنيه بالكتير، لكن الحمدلله، بنمشى على القد»، قالتها «كاميليا»، مؤكدة أن أكثر ما يؤلمها هو عجزها عن تلبية أى أمنية من أحد أطفالها، «بحاول أعملهم كل اللى هما عايزينه، وعلى قد ما بتعب، عمرى ما أبين لهم إنى تعبانة، لازم يشوفونى قوية، خاصة الولاد عشان ما حدش منهم يقول لى أسيب المدرسة وأشتغل معاكى»، تقولها «كاميليا»، وهى تنظر للمارة، على أمل أن يأتى زبون، وهو ما لا يحدث إلا قليلاً، بسبب حالة الغلاء التى يعانيها الجميع، حتى هى التى تضطر إلى أن تأكل مما تبيعه يومياً من أجل توفير كل قرش لأولادها. تتعرض المرأة الأربعينية للعديد من المضايقات فى الشارع، ولكن الظروف علمتها التصدى لمضايقات واستفزازات المارة: «طبعاً فيه بلطجية كتير، وناس كتير بيضايقونى، وساعات بياخدوا منى فلوس عشان يسيبونى أبيع وآكل عيش، بحاول أصدهم وأقف ضدهم، الدنيا علمتنى القوة، لكن فى الأول والآخر أنا ست وبتصعب عليا نفسى».