"الأوقاف" تحذر من استغلال الدين في الانتخابات وتكرار "غزوة الصناديق"
حذر القطاع الديني بوزارة الأوقاف، من توظيف الدين في العمليات الانتخابية، أو محاولة استغلال المساجد أو المنابر لأغراض انتخابية، أو استخدام الدين في أغراض انتخابية، معلنًا إقراره الكامل بالحق الدستوري، وحرية الاختيار في ضوء القانون والدستور، وموقفه الثابت من خطورة خلط الدين بالسياسة.
وطالب القطاع في بيان له، الأئمة بعدم التفكير في دخول أي انتخابات سياسية، أو السماح باستغلال الدين لمكاسب سياسية، وأن يبذلوا أقصى جهدهم وطاقتهم في خدمة الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، بعيدًا عن السياسة وصراعاتها، فهم ملك للوطن جميعًا، فينبغي ألا ينحازوا إلى أي فصيل فيه، وألا يكونوا طرفًا في الاستقطاب السياسي.
وقال الشيخ محمد عبدالرازق، رئيس القطاع الديني، إنه سيتم استبعاد أي قيادة بالوزارة عن العمل القيادي بها، إذا تقدمت للترشح للانتخابات أو ناصرت أي حزب أو أي مرشح، أو شاركت في حملته الانتخابية، مضيفًا أنه سيتخذ الإجراءات الحاسمة مع أي إمام يتقدم بأوراق ترشحه للانتخابات، ما يحول دون توظيفه لموقعه سياسيًا، أو ما يؤدي إلى الخلط بين عمله الدعوي وتطلعاته السياسية، حرصًا على تكافؤ الفرص، وعدم إعطائه ميزة بسبب عمله.
وأضاف أن المؤتمرات الشعبية التي تعقدها بعض أحزاب وجماعات ما يسمى بتيار الإسلام السياسي، هي مؤتمرات انتخابية بالدرجة الأولى، وتستدعي إلى الذاكرة أحيانًا نموذج "غزوة الصناديق"، مطالبًا السياسيين أن يعملوا وفق معايير ومقتضيات التنافس السياسي، دون أن يزجوا بدين الله في الصراعات السياسية والحزبية، ولا أن يتاجروا به لكسب أصوات العامة والبسطاء.
ودعا الجميع إلى ضرورة معرفة الفرق الواضح بين العمل الخالص لله أو للمصلحة الوطنية الخالصة، ابتغاء مرضاة الله، وبين العمل لمصالح حزبية أو شخصية، حتى لو أدت إلى الفرقة وتصنيف المجتمع إلى ملتزمين وغير ملتزمين، أو متدينين وغير متدينين، على أساس الولاء الحزبي أو التنظيمي لا أكثر ولا أقل، مما يستدعي للذاكرة نماذج لا يحب أحد ولا يرغب أن تتكرر، لما ألحقته بالوطن من مآسى مازالت آثارها ممتدة وماثلة أمام أعيننا.