السيسى فى ختام زيارته للكويت: أمن الخليج خط أحمر.. ومصر مستعدة لحمايته
اختتم الرئيس عبدالفتاح السيسى، زيارته، للكويت، اليوم، بتأكيده أن أمن الخليج جزء لا يتجزأ من الأمن القومى المصرى، مبدياً استعداد مصر لحماية أمن الكويت والخليج فى مواجهة أى مخاطر، مشدداً على أن أمن الخليج خط أحمر لمصر، والإعلان عن تأسيس مجلس العلاقات الكويتية - المصرية.
وكان الرئيس، قد عقد قمة «مصرية - كويتية» فى مقر إقامته بقصر بيان فى الكويت، مع أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد، اليوم، تناولت تعزيز العمل المشترك، ومكافحة الإرهاب، ودعم الاقتصاد المصرى.
واستهل الرئيس نشاطه فى اليوم الثانى لزيارته لدولة الكويت، باستقبال رئيس وأعضاء مجلس أمناء المبادرة الكويتية لمساندة الشعب المصرى، الذين أطلعوه على أهداف مبادرتهم فى دعم مسيرة التنمية الاجتماعية لمصر، بالتعاون مع بعض الجمعيات والمؤسسات الخيرية، عرفاناً وتقديراً للشعب المصرى ووقفته التاريخية مع الشعب الكويتى منذ نشأة دولته، وكذلك تقديراً للدور القومى الذى تلعبه مصر فى حياة الشعوب العربية.
وأوضح أعضاء المبادرة أنها تنقسم إلى مراحل بدأت أولها بتوفير أكبر قدر من المواد الغذائية للأسر المصرية المستحقة بالتعاون مع بنك الطعام المصرى، ثم تطور العمل ليشمل المساهمة فى إعادة تأهيل عدد من القرى المصرية الأكثر احتياجاً، حيث كانت البداية فى قرية المخزن، وسيتلوها ثلاث قرى هى العيساوية والدويرة وعباسة. وقدم الرئيس الشكر لأعضاء المبادرة الكويتية على مبادرتهم النبيلة التى تعكس روح المحبة والتضامن التى تسود بين الشعبين الشقيقين، وأكد الرئيس تذليل كافة العقبات البيروقراطية أمام المبادرة، ووجه الرئيس تحية للمرأة الكويتية، التى تثبت إلى جانب شقيقتها المصرية، الدور الحيوى الذى تقوم به المرأة فى المجتمع، والتى لا يمكن حدوث تقدم وتطوير فى أى دولة بدونها.
واستقبل الرئيس بعد ذلك وفداً من مجلس العلاقات الكويتية - المصرية برئاسة الشيخ محمد جاسم الصقر، وهو مجلس جديد يضم عدداً من الشخصيات الكويتية والمصرية البارزة فى المجالات الاقتصادية والاستثمار.
وتم خلال اللقاء بحث سبل تعزيز العلاقات بين البلدين وزيادة الاستثمارات الكويتية فى مصر، حيث استعرض الرئيس الخطوات الجارية لتوفير مناخ جاذب للاستثمار وتذليل العقبات البيروقراطية، كما أكد التزام مصر بتعهداتها وحرصها على تسوية كافة المشكلات التى تواجه الاستثمارات الكويتية. وفى نهاية الاجتماع، تم الإعلان عن إنشاء المجلس، على أن يتم تشكيل الجانب المصرى فى أقرب وقت مع ضم عدد من الشخصيات البارزة فى مجالات أخرى كالإعلام والرياضة والثقافة وغيرها. وعقد الرئيس لقاءً مع رؤساء تحرير الصحف الكويتية وأدلى بحديث للتليفزيون الكويتى، حيث وجه التحية والتقدير للشعب الكويتى الشقيق ولقيادته الحكيمة التى تستحق بجدارة لقب «القائد الإنسان»، كما شكر الأشقاء على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، وهو ما يعكس متانة العلاقات بين البلدين، وأكد الرئيس أن أمن الخليج جزء لا يتجزأ من الأمن القومى المصرى، مبدياً استعداد مصر لحماية أمن الكويت والخليج فى مواجهة أى مخاطر، مشدداً على أن أمن الخليج خط أحمر لمصر، وتناول الرئيس المخاطر المحدقة بالمنطقة العربية والظروف الصعبة التى تمر بها فى المرحلة الراهنة، مما يتطلب ضرورة تكاتف جميع الدول العربية ووقوفها صفاً واحداً، ودعا الرئيس الأشقاء الكويتيين للقدوم إلى مصر من أجل الاستفادة من الفرص الاستثمارية العديدة التى تتيحها المشروعات الكبرى الجارى إعدادها، مشيراً لأهمية المشاركة الكويتية الفاعلة فى المؤتمر الاقتصادى فى مارس المقبل، وأكد الرئيس أن الحكومة المصرية تسعى لتوفير مناخ جاذب للاستثمار وذلك من خلال التعديلات التى يتم إدخالها على التشريعات الاستثمارية، منوهاً بالتزام مصر بتعهداتها وحرصها على تذليل كافة المصاعب أمام الاستثمارات الكويتية.
وأجرى الرئيس لقاءً مع الإعلاميين المصريين الذين يقومون بتغطية زيارته لدولة الكويت، حيث أكد الرئيس أهمية الدور الذى يقوم به الإعلام فى المرحلة الحالية، لا سيما فى دعم الاصطفاف الوطنى والحفاظ على ثوابت الدولة، وبناء الثقة واستعادة الأمل بين المواطنين، كما أكد أهمية المواصلة فى تجديد الخطاب الدينى، مشيداً بما يمثله الأزهر الشريف من رمز للإسلام المعتدل.
وقال الرئيس، إن التاريخ سيكتب أن الإعلام المصرى أحد أسلحة الدفاع عن الأمن، مشدداً على ضرورة إعادة الخطاب الدينى، مشيراً إلى أنه يتم التدقيق فى حركة المحافظين لاختيار الأكفاء والأصلح لتولى المهمة.
وطالب «السيسى»، فى لقائه مع الإعلاميين المصريين، بمنح المحافظين الجدد فرصة للقيام بمهامهم، خاصة مع الوضع الذى تمر به البلاد، لافتاً إلى أن هناك عناصر جيدة بين 90 مليون مصرى ولكن لم تكن هناك آلية للاختيار أو إفراز الأصلح.
وأضاف: «هناك تطابق كامل فى الرؤى مع الدول العربية فيما يتعلق بقضايا المنطقة بما فيها الوضع فى سوريا والعراق وليبيا واليمن». وتابع: «الكويت أعربت عن استعدادها الكامل لضخ استثمارات جديدة فى مصر، لكنهم يريدون تطمينات بأن المناخ فى مصر جاذب للاستثمار»، لافتاً إلى أنه أبلغهم بأنه سيتم إصدار قانون الاستثمار الموحد قبل المؤتمر الاقتصادى المقرر فى مارس المقبل. وأوضح أن المنطقة العربية تمر بأضعف حالاتها بسبب الوضع الأمنى الذى تمر به المنطقة.
وشدد على أنه يجب لملمة الصف العربى لمواجهة التحديات الكبيرة التى تواجه المنطقة، مؤكداً أن مصر ستستعيد مكانتها الإقليمية والدولية.
وأضاف أن مصر تتحرك داخلياً وخارجياً لنقول للعالم «لقد عدنا»، مشيراً إلى أن مصر ستعود لمكانتها وأقوى.
وعقب ذلك، توجه الرئيس إلى المطار الأميرى بالكويت، وبرفقته الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت، الذى قام بتوديعه، حيث غادر الرئيس عقب ذلك عائداً إلى القاهرة.
من جانبه، قال السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، إن المحادثات بين «السيسى» وأمير الكويت شهدت بحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين، والارتقاء بها إلى آفاق أرحب تلبى طموحات الشعبين، وأكد الشيخ صباح الأحمد دعم ومساندة دولة الكويت لمصر ووقوفها بجانبها من أجل اجتياز المرحلة الانتقالية التى تمر بها ودفع عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية، سواء من خلال صندوق التنمية التابع للحكومة الكويتية أو من القطاع الخاص المتطلع لزيادة استثماراته فى مصر.
وأضاف المتحدث الرسمى أن الرئيس وجه الدعوة إلى أمير دولة الكويت لحضور المؤتمر الاقتصادى الذى تنظمه مصر فى شهر مارس المقبل.
من جانبه، قال سامح شكرى، وزير الخارجية، فى حوار له مع جريدة «السياسة» الكويتية، اليوم، إن زيارة السيسى للكويت، تأتى فى توقيت حرج تمر به المنطقة العربية، حيث تعصف بها التطورات المتلاحقة، خاصة مع تزايد نشاط الجماعات المتطرفة فى بعض الدول العربية، مما يهدد أمنها واستقرارها، بل يهدد وجودها، وهو ما يضر بالتبعية بمنظومة الأمن القومى العربى، الأمر الذى يستدعى تنسيقاً مستمراً وعلى أعلى المستويات بين القادة العرب فى هذه الأوقات الصعبة، كما تأتى الزيارة قبيل القمة العربية المقبلة التى ستستضيفها القاهرة فى مارس المقبل، والحاجة إلى استطلاع موقف الأشقاء من الموضوعات ذات الأولوية، خاصة مع الدور بالغ الأهمية الذى تلعبه الكويت لاسيما أنها تتولى حالياً رئاسة القمة العربية.