يوسف السباعي يصف مشهد وفاته في رواية.. «سيقترن بحادثة مثيرة»
يوسف السباعي
زخرت المكتبات المصرية بأعماله، وازدهرت السينما المصرية بكثير منها، مسجلة في تاريخها أفلاما ما تزال مجبه إلى كثيرون، إنه الكاتب القدير الراحل يوسف السباعي، المولود في حي الدرب الأحمر بالقاهرة، في 17 يونيو 1917، حيث نشأ في أسرة تعشق الكتابة، فكان والده «محمد» مترجمًا وكاتبًا، وحفظ رباعيات الخيام من النسخة التي ترجمها والده عن الإنجليزية، وتأثر بكتاباته بشكل كبير، انعكس على ثقافته ورؤيته الإبداعية.
وروى الدكتور عبد الوهاب الغندور، حفيد الكاتب الكبير يوسف السباعي، ذكرياته مع جده، خلال لقاء ببرنامج «من مصر»، على قناة «cbc»، قائلا: «إنه ما يزال يتذكر نصائحه، ويحاول بقدر الإمكان أن يكون جزءا مما كان يفعله، فقط ارتبط اسمه بسمعه طيبة لدى الناس، رغم مرور عشرات السنوات على رحيله».
وأشار إلى أن الأعمال الأدبية التي تحولت لأفلام، أخذت حقها، إذ ما يزال الجميع يتذكر فيلم «رد قلبي» و«أرض النفاق» و«الرصاصة لا تزال في جيبي» و«العمر لحظة»، بينما الأعمال المكتوبة القصصية، للأسف أصبحت بعيدة عن القراءة، وبالتالي لا تأخذ حقها حاليا، لتطور طبيعة الأشياء في المجتمع.
نجاح يوسف السباعي في الأربعينيات
ازدهر أعمال يوسف السباعي الأدبية في منتصف الأربعينيات، ووصلت إصدارته في تلك الفترة إلى 22 مجموعة قصصية، ولقّبه المثقفون بـ«فارس الرومانسية»، وأصدر عدة روايات آخرها «العمر لحظة» عام 1973، وكانت أعماله الرومانسية الأعلى توزيعا، لأنها تلبي احتياجات مرحلة عمرية لفئة من القراء الشباب، كما أنها أصبحت أرشيفًا تاريخيًا في مكتبة السينما المصرية، واختير رواية «السقا مات» اختيرت من أفضل 100 رواية عربية.
كان «السباعي» الذي يحل اليوم ذكري وفاته اليوم، حالة ثقافية خاصة، لقبه الأديب العالمي نجيب محفوظ بـ«جبرتي العصر»، فلم يكن مجرد كاتبا رومانسيا، بل كانت له رؤية سياسية واجتماعية في رصده للأحداث في مصر، ووصف توفيق الحكيم أدبه بأنه «سهلا عذبا باسما ساخرا».
واستمرت مسيرته الأدبية فأنشأ نادي القصة، وتولى مجلس إدارة ورئاسة تحرير عدد من المجلات والصحف، منها روز اليوسف وآخر ساعة ودار الهلال والأهرام، ونقيبًا للصحفيين عام 1977، وعُين وزيرًا للثقافة.
وفاة يوسف السباعي
توقع يوسف السباعي نهايته في مشهد كتبه برواية «طائر بين المحيطين» عام 1971، يقول فيه: «ماذا سيكون تأثير الموت عليّ؟ وعلى الآخرين؟ لا شيء.. ستنشر الصحافة نبأ موتي، كخبر مثير ليس لأني مت، بل لأن موتي سيقترن بحادثة مثيرة»، وهو ما كتبته صحيفة الأهرام في عددها الصادر 19 فبراير 1978، بعنوان: «اغتيال يوسف السباعي في جريمة سوداء بيد التطرف الفلسطيني في قبرص».