حكاية مواطن "نفسه يفرح": من نعي.. لجنازة.. لحداد
يستيقظ من نومه صباحًا على ترديد عبارة "يا فتاح يا عليم يا رزاق يا كريم"، لا يغيب عن باله أن اليوم الجديد ربما يحمل إليه أخبارًا غير سارة بالمرة، لذا يتأهب لتقبلها بصعوبة، يتابع التلفاز ممسكًا بجريدته المفضلة يتصفحها قاطبًا حاجبيه، قبل أن تصدمه أنباء عن "مقتل فلان.. واحتراق علان"، حال "سامح اليانكي" كغيره من المواطنين الفترة الماضية لم يكد يفيق على نبأ وفاة العاهل السعودي حتى باغتته أحداث ذكرى الثورة، وصولًا إلى الإرهاب الذي يهدد سيناء.
"معنديش أمل في بكره"، بتحفظ شديد خرجت على لسانه الجملة التي لم يرغب أن يتفوه بها، "زمان كانت البلد ظروفها أفضل، الناس مش شايفة إن المستقبل حلو، إحنا عملنا ثورة، يعني حرية وعدالة اجتماعية، نفسنا في الأمان"، مهنة "سامح" كمصمم مجوهرات تجبره على النزول مبكرًا والعودة إلى منزله بمدينة الرحاب في عتمة الليل، "بكون مرعوب يطلع لي بلطجية يهجموا على عربيتي، وعلطول بنام قلقان، وبصحى خايف على أولادي".
"شريطة سوداء .. تنكيس الأعلام.. إعلان الحداد" أشياء لا تنقطع عن الشعب المصري منذ اندلاع ثورة يناير، "عندي حالة حزن كاملة، نفسي النهاردة يعدي على خير فقط"، يعتب الرجل الأربعيني على حكومته عدم اهتمامها بانتقاء الأخبار السعيدة ونقلها للمواطن، التي يتعلَّق معظمها بانتعاش أحواله المادية، "الواحد نفسه يرتاح، الدولة تبلغه أن الأسعار هترخص، أو زيادة العلاوات، أو برميل البترول أصبح 10 دولارات".
الإرهاب والغلاء وانعدام الثقة.. أشياء من شأنها تفقد المواطن معنى الفرحة، بحسب "سامح"، مضيفًا "الميزان اختل، وفرحة المواطن بقت عزيزة أوي".