بعد إقبال المعجبات على المسيري.. أساتذة اجتماع: تفاهة وتنفيس عن الذات
التفاف ومحاصرة الفتيات حول النجوم الشباب، والمبالغة في التعبير عن إعجابهم بهم، مشهد اعتاد المصريون رؤيته وتكراره مع العديد من الفنانين وفي كثير من المناسبات، إلا أن الأمر الذي يعد ملفت للنظر، وغريب عن المجتمع المصري، هو التفاف السيدات المصريات مؤخرًا حول أي شخصية سياسية جديدة تظهر على الساحة، يتوافر بها عنصر الوسامة، وهو الأمر الذي تكرر مرتين، إحداهم عند ظهور الرئيس عبدالفتاح السيسي، والأخرى عند ظهور العقيد أحمد محمد علي المتحدث العسكري الرسمي سابقًا.
لم يعد "معشوق النساء" ممثل شهير مثل عمر الشريف، أو مطرب رومانسي مثل عبدالحليم حافظ، وليس السبب بالطبع عدم وجود شخصيات وسيمة وقتها، فالرئيس الراحل عبدالناصر، كان مثالًا للرجل الوسيم صغير السن، لذا شرح خبراء نفسيين متخصصين، لـ"الوطن" أسباب التحول السيكولوجي في المجتمع المصري.
أثارت حركة المحافظين الجدد، موجة من التعبيرات الساخرة على مواقع التواصل الاجتماعي، بخاصة بعد تعيين الدكتور هاني المسيري محافظًا للإسكندرية، وهو ما أثار عدة تساؤلات في الأذهان، هل انتقل منظور الرجل الوسيم من شاشات التليفزيون إلى الحياة السياسية.
يقول الدكتور صلاح هاشم الخبير التنموي، عن ظاهرة التفاف السيدات حول الشخصيات الشابة السياسية الجديدة، إن الشعب المصري لم يعتد منذ سنوات طويلة، أن يتولى المناصب القيادات الشابة، لكنه اعتاد على شكل معين للقيادات، وهو أن يكون شعره شايب وكهل المظهر، مشيدًا بالتغيير الذي طرأ في اختيار القيادات، مؤكدًا أنها تعد ظاهرة صحية ومحمودة.
وأضاف هاشم، في تصريحات خاصة لـ"الوطن"، اليوم، أن اختيار القيادات الشابة كان مطلبًا من مطالب ثورة يناير ولا يجب السخرية منه، لافتًا إلى أن استقبال المجتمع للقيادات الشابة يحتاج إلى تأهيل ثقافي ومجتمعي.
وأكد الخبير التنموي، أن التفاف السيدات المعجبات بالمحافظ، يوضع تحت بند "التنفيس عن الذات" في الطب النفسي، مضيفًا أن "الوسامة" لا يمكن أن تؤخذ كمعيار لاختيار القيادات خاصة التنفيذية منها، وأن الرئيس عبدالفتاح السيسي قد يراعي معيار الوسامة في اختياراته للقيادات الخارجية لتمثيلها مصر أمام الخارج فقط، قائلًا: "لو المعيار معيار وسامة مكانش أوباما بقى رئيس أكبر دولة في العالم".
وأضافت الدكتورة سامية خضر، أستاذ الاجتماع بجامعة عين شمس، أن تلك الظاهرة ماهي إلا "تفاهة"، ساهمت في انتشارها وسائل التواصل الاجتماعي العديدة، المتاحة لجميع الأعمار السنية، موضحة "الموضوع بقى واخد شكل التفاهة، والشطارة اننا منهتمش بيها، بس وسائل التواصل على الإنترنت خلت الموضوع منتشر بصورة أكبر، الستات دي فاضية مش وراها حاجة، مفيش فكر أو عقل، زي اللي بيلعبوا games عشان يسلوا وقتهم".
وتابعت خضر، لـ"الوطن"، "بالتأكيد في ناس في المجتمع ناضجة، ودا مش معناه إن الشخصيات العامة دي هي أوسم شخصيات في مصر، لكنه فكر خاطيء لمجتمع ذهنه قاصر على التفاهات".
واستطردت "في أمريكا كلينتون وكينيدي، شكلهم كويس، ومفيش حد هناك عمل الدوشة دي، حتى عندنا في مصر، كان الزعيم جمال عبدالناصر وسيم وشاب وبطل، بس كمان مكانش في الكلام دا، كمان الانترنت اللي بقا مش في كل بيت بس، دا بقا على كل موبايل سبب في انتشار هذه الظاهرة".
وأضافت سامية "زمان كان الستات بيتكلموا بينهم وبين بعض لو في شخص مشهور ووسيم، وكان بيبقى في الخفاء عشان محدش يعرف ويبقى شكلها منتقد، إنما دلوقتى عادي جدا إنك تلاقي البنات بيطلعوا يسلموا على المغنيين ويبوسوهم قدام الناس، ودا التطور الطبيعي للحرية غير المسؤولة، دا غير اننا بنخلط الهزار بالسياسة، فبدل ما نركز الشخصيات دي هتضفلنا إيه في مواقعها، بنعلق على شكلها وجسمها".