تعددت بيانات القوات المسلحة والمتحدث واحد، هو العقيد «أحمد محمد على» الذى خرج يبرئ الشرطة العسكرية من تسريح الكلاب على المتظاهرين ضد المحافظ الإخوانى لكفر الشيخ «المهندس سعد الحسينى»، وشدد على أن القوات المسلحة ليست طرفاً فى أى صراع بين أى تيارات سياسية، ثم خرج علينا فى بيان جديد على صفحته على الفيس بوك، معلناً أنه تم التحقيق مع أفراد نقطة حرس الحدود، ومؤكداً معاقبة بعضهم جراء اندفاعهم للذود عن حياض المحافظ. ولم ينس أن يفيدنا المتحدث علماً بموضوع الكلب الذى ظهر فى بعض الفيديوهات التى صورت الواقعة، فأفاد فى البيان الأول أنه «كلب ضال» يتم إطعامه «صدقة» داخل النقطة، وبعد ذلك أفاد بأنه -أى الكلب- ملك لأحد العاملين بالنقطة!
العديد من الدلالات تتزاحم بين سطور بيانى المتحدث العسكرى. أولاها أن القوات المسلحة تشعر أن الإخوان تريد توريطها مع الشعب، فكم من محافظ تم التظاهر أمام مكتبه مؤخراً، وكم من محافظة حاصر الأهالى المحتجون مبناها بعد تسلم «مرسى» للحكم، ولم تتدخل قوات عسكرية، فلماذا تتورط هذه المرة؟
هل لأن المحافظ هو الإخوانى «سعد الحسينى»؟
لقد وضع الإخوان القوات المسلحة فى موقف بالغ الحرج، الأمر الذى دفعها إلى التعجيل بهذين البيانين من أجل توضيح موقفها، وإعلان أسفها على الطريقة التى عومل بها المتظاهرون، حتى لا تسوء صورتها أمام الرأى العام.
تتعلق ثانية هذه الدلالات بعبارة أن «القوات المسلحة ليست طرفاً فى أى صراع بين أى تيارات سياسية»، وهى عبارة لافتة تعنى أن المسئولين العسكريين يغسلون أيديهم من الإخوان، بل كمجرد تيار سياسى يتعارك ويتشاجر مع غيره من التيارات الأخرى. ويعنى هذا الكلام ببساطة أن الإخوان ما زالوا تحت ضرس الجهة العسكرية التى تستطيع مضغهم فى أى لحظة شاءت، أو تركهم لجموع الغاضبين لكى تمضغهم. والنتيجة التى تترتب على ذلك أن الجماعة ورئيسها ومحافظيها ووزراءها لا بد أن يستوعبوا أن أياً منهم لا توجد فوق رأسه «ريشة» الإخوان، وأنهم ليسوا فى مأمن من غضب الشارع عليهم، وأن القوات المسلحة تعلن بصراحة أنها لن تتدخل لحمايتهم.
النكتة فى هذين البيانين ترتبط بحكاية «الكلب الضال» الذى يطعمه أفراد نقطة حرس الحدود من جوع، فردّ لهم الجميل بأن هرول وراءهم عندما تحركوا لفض المتظاهرين، وأعمل «عضاته» و«خربشاته» فى أجسادهم. وهى نكتة مضحكة، لأن من شاهد الفيديو سوف يفاجأ بأن الكلاب الضالة «نضفت كتير» خلال الآونة الأخيرة! وقد عالج المتحدث هذه النكتة بنكتة أروع فى البيان الثانى، حين قال إن التحقيق كشف أن الكلب مملوك لأحد العاملين بنقطة حرس الحدود (خده معاه يفسّحه)!