خبراء أمنيون: جماعة الإخوان تستغل "البلاك بلوك" لخداع أجهزة الأمن
"البلاك بلوك"، الجماعة التي أعلنت عن نفسها قبل ما يزيد عن عام، ونُسب إليها العديد من عمليات العنف إبان عهد الرئيس الأسبق محمد مرسي، إلا أنها قررت الاختفاء بشكل كامل منذ فترة، قبل أن تعاود الظهور مرة أخرى لتعلن مسؤوليتها عن حرق 5 أتوبيسات تابعة للجمعية التعاونية لنقل الركاب بالإسماعلية في استكمال لمشاهد العنف التي اعتاد عليها الشارع المصري منذ عزل مرسي وإلقاء القبض على أعضاء جماعته المتورطين في أعمال عنف وإرهاب مشابهة.
"الوطن" استطلعت آراء خبراء أمنيين عن سر عودة جماعة "الكتلة السوداء" في ذلك الوقت بالتحديد، حيث رأى الخبير ووكيل جهاز أمن الدولة الأسبق اللواء فؤاد علام، أن تلك العودة تمثل نوعا من الحرب النفسية التي تتبعها التنظيمات الإرهابية، موضحا أنها اتبعت هذه المرة أسلوبا مختلفا عن طريق "البلاك بلوك"، في محاولة لخداع الرأي العام العالمي وتصدير فكرة أن في مصر تنظيمات كبيرة هي في حقيقة الأمر "لا تمثل شيئا" .
ويؤكد علام لـ"الوطن"، أنه في الوقت الذي نجحت فيه الأجهزة الأمنية في التعامل مع الجماعات الإرهابية ومواجهة التنظيمات السرية، إلا أن العمليات الإرهابية التي تقوم بها الجماعات الإرهابية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين ستستمر لفترة طويلة إلى أن يتم تطبيق المنظومة العلمية في التصدي للإرهاب.
أما العميد خالد عكاشة مدير المركز الوطني للدراسات الأمنية، فأكد أن المجموعة التي قامت بعملية حرق أتوبيسات بالإسماعلية ليست ببعيدة عن تنظيم الإخوان المسلمين، وأن استخدام اسم "البلاك بلوك" محاولة لخداع الأجهزة الأمنية والدفع بفكرة بعدها عن الجماعة.
وأضاف عكاشة لـ"الوطن"، أن ما يحدث هو صورة من صور العنف العشوائي لتنظيمات "العملية الواحدة" التي ظهرت عقب الإطاحة بحكم الإخوان كتنظيم كتائب حلوان ومجموعة العقاب الثوري وأجناد مصر، مؤكدا أن جماعة "البلاك بلوك" التي قامت بعملية الإسماعلية وثيقة الصلة ببداية وتنظيم الإخوان الذي يقف وراء ارتكاب جرائم العنف والإرهاب.
الأمر نفسه أكده خبير العلوم الجنائية ومسرح الجريمة اللواء رفعت عبدالحميد، مشيرا إلى أن الأسماء تختلف والمخطط والمنفذ واحد، لأن ما يحدث من عمليات تشهد تدنيا في التنفيذ وافتقارا للعناصر الإجرامية المدربة نتيجة الملاحقات الأمنية وتجفيف منابع تمويل الجماعة.