«علامة النصر» للجميع: من الثوار إلى «صافيناز وعكاشة»
«علامة النصر» للجميع: من الثوار إلى «صافيناز وعكاشة»
«صافينار» ترفع علامة النصر
حين رفعها وينستون تشرشل، رئيس الوزراء البريطانى، خلال الحرب العالمية الثانية مشيراً إلى النصر، لم يكن الرجل يتخيل أن العلامة التى عبّر بها عن نتيجة حرب حصدت أرواح الملايين، سوف تصبح وسيلة الجميع فى التعبير عن «اللحظات السعيدة»، سواء كان ذلك فى حفلات زفاف، أو خروجة أصدقاء، أو إطلاق سراح بكفالة، أو حتى المثول أمام القضاء، على اختلاف السبب والانتماء السياسى.
خبراء: فقدت قيمتها.. وكثيرون لا يعرفون معناها
لم يفهم الكثيرون السبب الذى رفع لأجله الرئيس المعزول، محمد مرسى، علامة النصر خلال جلسة تأييد النطق بالحكم فى قضيتى التخابر ووادى النطرون. الاستخدام المفرط للإشارة اعتادته جماعة الإخوان خلال الفترة ما قبل فض اعتصام رابعة العدوية وأعقابها، الإشارة نفسها التى ارتبطت بأصابع عدد من شباب ثورة يناير خلال جلسات محاكمتهم، ولم تفارق أيدى الكثيرين من أنصار الثورة وأعدائها، وآخرهم الإعلامى توفيق عكاشة، خلال جلسة نظر استشكاله على الحكم الصادر ضده بالحبس 6 أشهر وتغريمه 10 آلاف جنيه على خلفية اتهامه بسب وقذف طليقته.
«فارق شاسع بين الاستخدام السياسى لها خلال أحداث كبرى كالحرب العالمية الثانية، ونصر السادس من أكتوبر، وبين رفعها فى جلسات محاكمة لأشخاص يخرجون بكفالات أو لا يخرجون»، يتحدث الدكتور سامى السيد، الأستاذ بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، قائلاً: «لم يعد للعلامة أى بريق مع استخدامها فى جلسات المحكامات والمناسبات الاجتماعية المختلفة». تُعتبر علامة النصر واحدة من أشكال الاتصال غير اللفظى، لكنها أصبحت تُستخدم بصورة شائعة أفقدت العلامة معناها، بحسب الدكتور محمود يوسف، أستاذ العلاقات العامة بكلية الإعلام جامعة القاهرة، مشيراً إلا أن هذا النوع من أشكال الاتصال والتعبير قد يقترن بالحديث وقد لا يقترن، فيكتفى صاحبه بالإشارة فقط من أجل التواصل وإيصال رسالة معينة: «جرى العرف أن يتم استخدامها فى الأحداث العظمى والهامة، لكن مؤخراً أصبح هناك إسراف ومبالغة، لاعبو الكرة والفنانون حتى المتهمون، والأشخاص العاديون يستخدمونها، فى عملية تقليد مستمرة لبعضهم البعض، وأغلب من يرفعونها لا يفهمون معناها».