"نور الدين": "الري والزراعة والتخطيط" وراء غرق البلاد
"نور الدين": "الري والزراعة والتخطيط" وراء غرق البلاد
الدكتور نادر نورالدين
قال الدكتور نادر نور الدين، أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، إن أزمة غرق الإسكندرية وبعض المحافظات الأخرى ستتسبب في تلف المحاصيل والزراعات وعلى رأسها محاصيل الطماطم والبطاطس وبنجر السكر والبرسيم المغمورة بمياه السيول بمختلف المحافظات، مشيرا إلى أن هذه السيول ربما ستتسبب في رفع الأسعار لاسيما وأن المحاصيل في طور النمو، وكان من المقرر الاستعداد لحصادها في شهري ديسمبر ونوفمبر القادمين.
وحمل "نور الدين" في تصريح لـ"الوطن"، مسؤولية أزمة السيول التي تجتاح المحافظات في الوقت الحالي إلى وزارات الزراعة والري والتخطيط والتنمية المحلية، مشيرًا إلى أن الدولة دائمًا تتعامل مع الحدث بسياسة رد الفعل وليس الفعل، مشيرًا إلى أنه ينبغي على الدولة الاستعداد لموسم الشتاء بدءًا من شهر سبتمبر من كل عام.
وأشاد أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، بأداء خبراء الأرصاد الذين قدموا خدمات متميزة هذا العام، موضحا أنهم حذروا المواطنين والدولة قبل 5 أيام على الأقل من وقوع الأزمة، ومع ذلك فإن الحكومة لا تتعظ ولا تستجيب، حسب قوله، موضحا أن المسؤولية الحقيقية تقع على عاتق رؤساء الأحياء والقرى.
واستنكر أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، تهرب الحكومة من مسؤوليتها وتعللها بحجج واهية بقولها إن "كمية الأمطار كانت زيادة عن النسب المتوقعة لسقوطها في كل عام"، لافتًا إلى أنه لابد أن يتحمل وزير الري مسؤوليته تجاه تقصيره في إنشاء مخرات السيول، كما أن وزارة الزراعة مسؤولة عن الاطمئنان على شبكة الصرف الزراعي قبل موسم الشتاء والتأكد من أنها تعمل بجدية.
وأوضح أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، أن الاستهتار والمبالاة كانا سببًا في الإهمال الجسيم الذي حل بالبلاد، لافتًا إلى أنه منذ عام 2010 تم إنشاء لجنة لإدارة الأزمات تشمل كافة المشاكل التي يمكن أن تمر بها البلاد من غلاء أسعار وحوادث طرق وسيول وغيرها، إلا أنه لم يتم تفعيلها بشكل جيد، مضيفًا أن وزارة التخطيط يجب أن تتحمل مسؤولية غياب التخطيط العلمي الجيد لهذه المشروعات.
وأعرب أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، عن استيائه بتعمد الدولة اتباع ردود الفعل العشوائية التي تصل إلى حد الغوغائية، على حد وصفه، في إدارة الأزمات التي تمر بها البلاد وهو ما يدفع ثمنه الفلاحين البسطاء.