"أحلام تل أبيب تتهاوى".. إسرائيل تصطدم بحقل غاز مصري ثان.. والتصدير لأنقرة "عن طريق القاهرة"

كتب: محمد الليثي

"أحلام تل أبيب تتهاوى".. إسرائيل تصطدم بحقل غاز مصري ثان.. والتصدير لأنقرة "عن طريق القاهرة"

"أحلام تل أبيب تتهاوى".. إسرائيل تصطدم بحقل غاز مصري ثان.. والتصدير لأنقرة "عن طريق القاهرة"

تحركات عدة، والكثير من السيناريوهات التي تغيرت شهدتها دول شرق البحر المتوسط، السنوات الأخيرة، في مجال الغاز الطبيعي، وذلك بظهور العديد من حقول الغاز الطبيعي في مياه البحر المتوسط، والتي حولت دولًا من مستوردة للغاز إلى مصدرة، ما دفع بعض الدول لعقد اتفاقيات عدة، فضلًا عن تعاقد العديد من شركات البحث والاستكشاف مع الدول.

وكانت إسرائيل أبرز تلك الدول، حيث تحولت من دولة مستوردة للغاز الطبيعي المصري، إلى امتلاكها أكبر احتياطي غاز في المنطقة، حيث يكفيها الغاز ما يقرب من ربع قرن، فضلًا عن استعدادها لتصدير جزء كبير منه، كما أن الاحتلال الإسرائيلي يستعد هذه الأيام لاعتماد مخطط الغاز الطبيعي للسنوات القادمة المتعلق بالاكتشافات في البحر المتوسط، وفي إطار ذلك وضعت "تل أبيب" في حساباتها تصدير الغاز لمصر التي تمر بمأزق كبير بعد أن كانت مصدرًا لها عن طريق خط أنابيب "عسقلان" عبر سيناء.

{long_qoute_1}

وفي عز الفرحة الإسرائيلية بالتخلص من غازها التي لم تجد له مشتريًا سوى مصر لوجود خط أنابيب يربطها بها، فضلًا عن وجود محطة إسالة للغاز بدمياط والتي يصعب على إسرائيل بناء مثله لصعوبة الجغرافيا لديها وتكاليفها الباهظة، أعلنت الحكومة المصرية عن اكتشاف حقل الغاز "زوهر" قبالة السواحل المصرية، لتظهر الصدمة في وسائل الإعلام الإسرائيلي منتقدة مخطط الحكومة الذي اعتمد على احتياج مصر للغاز.

وتأتي الرياح بما لا تشتهيه السفن الإسرائيلية، اليوم، عندما قال السفير الإسرائيلي الأسبق في القاهرة تسيفي مزئيل، إن شركة "أديسون" للبترول، ستعلن قريبًا عن اكتشاف حقل غاز طبيعي جديد في مصر، وذلك خلال جلسة مناقشة للجنة الشؤون الاقتصادية الإسرائيلية، بشأن مخطط الغاز الطبيعي في إسرائيل.

وأضاف موقع "ذا ماركر" الاقتصادي الإسرائيلي، في تقريره المعنون بـ"ضربة لمخطط الغاز الإسرائيلي.. قريبًا مصر ستعلن اكتشاف جديد"، أن الحقل الجديد يقع بالقرب من حقل "زوهر"، الذي اكتشفته شركة "إيني" الإيطالية، وسيتم الإعلان عنه نهاية ديسمبر الجاري، وفقًا للسفير الإسرائيلي السابق.

وأضاف مزئيل: "شركة (إيني) ستبدأ ضخ الغاز الطبيعي من (زوهر)، بدءًا من 2017، وفي 2026 سيصل الضخ ذروته، وبهذا لن تحتاج مصر إلى الغاز الإسرائيلي".

{long_qoute_2}

فيما دب الأمل مرة أخرى في الأوساط الإسرائيلية، وذلك بعد التبشير بالاحتياج التركي للغاز الإسرائيلي بعد الأزمة الطاحنة التي مرت بها العلاقات الروسية التركية، والتي قد تتسبب في منع روسيا لتصدير الغاز الطبيعي لتركيا.

وقال موقع "أي 24" الإسرائيلي، في تقرير تحت عنوان: "عيون تركيا على الغاز في إسرائيل بعد تعازيها روسيا بمقتل الطيار"، إن مصادر إسرائيلية تفيد بأن تحركات تركية رفيعة تبحث إمكانية التزود بالغاز الطبيعي من إسرائيل كبديل عن روسيا.

وأضاف الموقع الإسرائيلي، أنه في الوقت الذي شن فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، هجوما شديدا على تركيا محذرا إياها من أنها "ستندم على ما فعلته" عندما أسقطت مقاتلاتها طائرة حربية، بينما قدمت أنقرة تعازيها في مقتل الطيار الروسي.

{long_qoute_3}

من جانبه قال الدكتور، إبراهيم زهران، الخبير في شؤون البترول، إن الغاز يصعب التعامل معه مقارنة بالبترول، حيث إن البترول من الممكن أن حمله على المراكب ومن ثم تصديره، أما الغاز فلابد أن تتعامل معه بطريقتين فقط، الأولى هي مده عن طريق أنابيب، والثانية إسالته في محطات إسالة.

وأضاف "زهران"، في تصريحات خاصة، لـ"الوطن"، أن إسرائيل لا تستطيع بناء أي محطات للإسالة على شواطئها، ولا يوجد أي محطات إسالة في المنطقة إلا محطتين، الأولى في دمياط والثانية في رشيد بمصر، لافتًا إلى أن قبرص وتركيا أيضًا لا تمتلكان محطات إسالة.

وتابع: "تصدير الغاز الإسرائيلي بهذه الطريقة لن يتم إلا عن طريق مصر، حتى وإن وجدت إسرائيل مشتريا بديلا عن مصر للغاز"، نظرًا لصعوبة مد خط الأنابيب المكلفة من إسرائيل إلى تركيا، وعدم وجود محطات إسالة في المنطقة سوى مصر.

 


مواضيع متعلقة