مصاب بـ«شلل أطفال».. وعند الدولة: «سليم وزى الفل»
مصاب بـ«شلل أطفال».. وعند الدولة: «سليم وزى الفل»
عبدالخالق عبدالواحد
أملاً فى الحصول على معاش التضامن الاجتماعى أو وظيفة حكومية، محاولات كثيرة قام بها لاستخراج شهادة تأهيل للمعاقين، «طوق النجاة» الذى يبحث عنه، باءت جميعها بالفشل، مأساة لا يزال يعيشها عبدالخالق عبدالواحد، الذى تجاوز الأربعين، انتابه خلالها الغضب واليأس بعد «كعب داير» بين قرية «جاويش» بكفر الشيخ إلى العديد من الجهات الحكومية فى القاهرة، الرجل الذى ليس له مكان يؤويه هو أو والدته سوى حجرة صغيرة يضربها الظلام، مصاب بمرض شلل الأطفال، لكنه يفشل فى إثبات إعاقته، بسب ركام كبير من التعقيدات والإجراءات الروتينية التى فقد معها صبره.
«عبدالخالق».. «كعب داير» 12 شهراً للحصول على «وظيفة أو معاش»
«نفسى أعيش وأتجوز وأخلّف وعايز وظيفة تساعدنى على توصيل مرافق للبيت وتوفير أدوية والدتى».. بهذه الكلمات بدأ الرجل، الحاصل على دبلوم صناعى قبل 15 عاماً، سرد مأساته، يعيش برفقة والدته، التى تبلغ 75 عاماً: «عايشين كأننا ميتين»، مشيراً إلى أن المنزل لا يوجد به شبابيك أو أبواب ولا كهرباء ولا صرف صحى، وقال: «مجرد كوخ صغير بيحمينا».
سنة كاملة عاشها «عبدالخالق» يبحث عن حقه فى أن يثبت إعاقته، لكنه لا يزال مواطناً طبيعياً وسليماً لدى الدولة: «فين روح القانون اللى بيقولوا عليها، أنا قدامهم معاق، ولاّ هو الإنسان بالنسبة للدولة شوية أوراق».
«عبدالخالق» طالب بعرضه على أى لجنة طبية، اصطحب معه تقارير عديدة تثبت إعاقته وأحقيته فى الحصول على معاش، لكن دون جدوى.. «القانون قانون»، تعليق داليا مصطفى، مدير إدارة المرأة والطفل بالمجلس القومى للإعاقة، التى أشارت إلى أنه يجب أن يتوافر لدى المعاق تقرير طبى يثبت حالته الصحية، الأمر الذى لا يتوافر مع «عبدالخالق»، لكنها تضيف: «لازم يكون معاه بطاقة وشهادة ميلاد وبحث اجتماعى واختبار نفسى مع نموذج تقديم الطلب، وبعد كده قومسيون طبى، ثم اللجنة تقرر إذا كان يستحق أم لا، لضمان عدم التزوير».