الصحف الأمريكية تخشى النزعات الاستبدادية لـ«الجماعة»
أبدت الصحف الأمريكية حذرها المشوب بالخوف من فوز مرشح جماعة الإخوان المسلمين، محمد مرسى، فى الانتخابات بعد ظهور بوادر النتائج الأولية، معربة عن قلقها من أن تظهر الجماعة نزعات استبدادية على غرار حكم الرئيس المخلوع حسنى مبارك.
وقالت مجلة «تايم» الأمريكية: إن الإخوان راهنوا على تقدم مرشحهم وخوضه جولة الإعادة، قائلين إن استطلاعات الرأى التى اعتمدت على أصوات الناخبين بعد خروجهم من مراكز الاقتراع تشير إلى أن مرسى سيخلف مبارك فى رئاسة الجمهورية. وتتمنى الجماعة الانتصار الرئاسى لضمان هيمنتها السياسية فى مصر وهو الأمر الذى يعد تحولا دراميا بعد عقود من القمع تحت حكم الرئيس السابق، على حد قول المجلة.
وأضافت المجلة: «وعدت الجماعة فى حالة فوزها بتحقيق مشروع نهضوى فى مصر، ليس فقط إصلاح الفساد الذى خلفه حكم مبارك أو إحياء البنية التحتية المتداعية فى البلاد». وتابعت: «كما تعهدت بتطبيق قدر أكبر من الشريعة الإسلامية، وهو الأمر الذى يثير حفيظة الإسلاميين المعتدلين، والعلمانيين، والأقلية المسيحية فى البلاد، الذين يخشون من فرض قيود على الحقوق المدنية ويشعرون بالقلق من أن تظهر جماعة الإخوان النزعات الاستبدادية نفسها التى كانت لدى مبارك».
ونقلت المجلة عن أحد الناخبين -عبدالمؤمن- قوله: «لقد صوّتنا لصالح الإخوان من قبل وخيبوا آمالنا»، فى إشارة إلى فوز الإخوان بأغلبية مقاعد البرلمان: «إنهم يريدون الاستحواذ على كل شىء (الرئاسة، والبرلمان، والحكومة)، ولن يشعروا بالرضا أبداً».
فيما رأت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية أن تقدم مرشح الجماعة، السيد مرسى، يؤكد حدوث جولة إعادة مشحونة بتساؤلات حول دور الإسلام فى الحكومة الجديدة، والرؤى المتضاربة للمستقبل فى مصر». وقالت الصحيفة: إن الجماعة السرية التى دبت الحياة بها بعد 84 عاما أصبحت منبع الإسلام السياسى فى جميع أنحاء العالم وأثارت الإعجاب العاطفى والشكوك العميقة على حد سواء. وأضافت: «ورغم سيطرة الحزب السياسى للجماعة بالفعل على البرلمان فإن نجاح مرسى شهادة فى حد ذاتها على عمق شبكة المنظمة وجاذبيتها الشعبية».
من جانبها، اعتبرت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية أن ثقة الإخوان فى فوز مرشحهم يعد دليلا صارخا على قوة الآلة السياسية للجماعة الإسلامية. وقالت الصحيفة: «إذا أصبح مرسى رئيساً لمصر فإن الجماعة، التى ظلت محظورة على مدى عقود طويلة، ستحتكر تقريباً السلطة السياسية فى البلاد. ولكن فى الوقت نفسه خوض جولة الإعادة قد يمثل تحدياً لمرسى كما يقول المحللون لأن معظم المنافسين المحتملين قد يجتذبون المزيد من الأصوات فى الدوائر الانتخابية التى لا تريد الجماعة الإسلامية أن تحكم مصر»، على حد قول الصحيفة.