سيدة سورية يئست من العودة لـ«حمص»: مصر أم الدنيا
سيدة سورية يئست من العودة لـ«حمص»: مصر أم الدنيا
«نهى» أمام لوحات أحد معارضها
فى غرفة صغيرة وحمام بشارع الهرم، تقيم نهى الدباغ، امرأة سورية فقدت أهلها خلال الحرب السورية التى اندلعت إبان الثورة، «مات الوطن والأحباب»، عنوان يلخص مأساة السيدة منذ تركت بيتها ومالها وجاءت إلى مصر باحثة عن أمان بعد أهوال الحرب التى عاشتها.
لم تأتِ الثورة السورية بما اشتهت «نهى»، فقدت زوجها الذى كان نقيباً لأطباء سوريا آنذاك، وابنها الصغير داخل مستشفى لإنقاذ الجرحى فى حمص، حيث سقط صاروخ على المستشفى أودى بحياة 15 طبيباً، منهم زوجها وابنها، أما ابنها البكر، 30 عاماً، فلا تعرف هل هو على قيد الحياة أم لحق بأخيه الصغير وأبيه: «أنا لفيت 27 دولة أجنبية وعربية، بس لما مات أهلى كلهم فى حمص لقيت حالى بلجأ لمصر». أقامت السيدة الخمسينية فى مصر دون وظيفة أو عائد مادى تستند إليه، وهى مصابة بمرض فى القلب بخلاف الضغط وفقر الدم الحاد، ما جعل سيدة مصرية تتعاطف مع حالتها وتمنحها غرفة فى عقار تملكه فى شارع الهرم دون مقابل، لم يبق للسيدة السورية سوى توفير لقمتها وعلاجها فلجأت إلى تنظيم معارض تشكيلية عن مصر: «أنا طبيبة بشرية بس عملت 3 معارض عن مصر، وعملت كتاب عن الطبخ السورى». لا تتمنى «نهى» العودة إلى حمص، فقد أصبحت حطاماً، وفى حال عودتها لن تجد وطنها كما كان بل ستعيش فى خيام الباقى من عمرها: «إحنا اتكسرنا بزيادة، أنا ما بدى أشحت كل اللى بحتاجه عمل أو مرتب أتعالج منه».