أدلى أحمد سرحان -المتحدث باسم حملة أحمد شفيق- بتصريح لصحف أجنبية قال فيه «الثورة انتهت» ثم أكد على صفحته على الفيس بوك أن الأجانب حرّفوا تصريحه. ربما يكون السبب فى التحريف أن «سرحان» عبّر عن رأيه بالبلدى فقال «الثورة بخ»، ولفظ «بخ» من الألفاظ التى يستخدمها المصرى فى حالتين: الأولى حين يريد الإشارة إلى شىء انتهى فيقول «المرتب بخ»، والثانية حين يريد أن يخض «بالفصحى يروّع» أحداً فيقول «بخ» فيرد عليه الآخر «خضتنى»! وتعبّر «بخ» عن سياسة راسخة اعتمد عليها الفريق أحمد شفيق فى إدارة حملته الانتخابية، فقد كان يتعامل مع كل من يضايقه بالـ«البخ» فيه. ولعل الكثيرين يذكرون أن آخر جملة جرت على لسان «شفيق» عندما اتهمه عمرو موسى -قبل الصمت- بأنه من فلول النظام هى جملة «عيب يا عمرو.. إحنا الاتنين فلول»، والمسكوت عنه فى هذا الكلام «لما أقولك بخ يا عمرو تبخ»!
بشفافية تشف وتهف وترف، وبصراحة تؤدى إلى الراحة، أكد أحمد شفيق أكثر من مرة أنه «راجل فلول»، وأنه يدعو المواطنين الذين يشاركونه «الفلولية» للتصويت له. ولم ينس وهو يكرر هذه العبارة أن يبخ فى وجه الثوار بالكلام عن إطفاء التحرير وبروفة العباسية والبلطجة التى سوف يقضى عليها فى 24 ساعة والمرور الذى سوف نضبطه على ساعة اليد فى ساعتين زمن. والسر كله فى كلمة «بخ»، فـ«بخ» هى السر الأعظم الذى أدى إلى تراجع المرشحين المحسوبين على الثورة وإلى اختفاء الثوار من الشوارع، وإلى دخول البلطجية الجحور انتظاراً لتليفون من «الفريق». إنها الكلمة السحرية التى تفوق فى قدرتها كلمة «بللم» التى ادعى «عصفور قمر الدين» فى فيلم «طاقية الإخفاء» أنها يمكن أن تؤدى إلى اختفاء أى شىء أمامك بشرط أن تقولها بقوة. «بخ» هى الأقوى.. بخ لا تتمتع بقوة إخفاء واحدة أو اثنتين بل ثلاث. فـ«بخ» أدت إلى اختفاء أبوالفتوح وحمدين وموسى، ليتقدم شفيق إلى المركز الثانى. ومن المؤكد أن شفيق سوف «يبخ» منافسه فى الجولة الثانية محمد مرسى «البخة اللى هيه» ليطير بعيداً عن كرسى السلطان.
لقد خرج علينا «شفيق» أول أمس يبذل الوعود للثوار وشباب الثورة ويقول إنه سيدفعهم من المؤخرة إلى الأمام، ليفاجئنا هذه المرة أن بإمكانه أن يقول «بخ» للفلول التى انتخبته فى الجولة الأولى! لقد دخل «شفيق» الانتخابات الرئاسية دون برنامج واضح، ويحتاج برنامج ليه وهو يملك الكلمة العجيبة؟ يكفى أن يقول بخ لأى مشكلة لتبخ. حل مشاكل الوطن لا تحتاج أكتر من رئيس «بخّاخ» ماسك فى إيديه «بخاخة»!