«فوزية» 90 سنة.. و«تلتقط الحصى» من الترمس والفول
«فوزية» تمارس عملها فى تنقية الغلال
وسط صخب الباعة وزحام المشترين، تجلس فوزية محمد، على الأرض، لا يكاد يلحظها أحد، بعدما انزوت فى أحد أطراف أحد المحال بسوق شعبية كبيرة، لا تفارق البسمة وجهها الذى امتلأ بالتجاعيد. «فوزية» تبلغ من العمر 90 عاماً، لكن روحها لا تزال شابة، حيث رفضت الجلوس فى غرفتها بعد أن تزوج كل أبنائها، ومات زوجها، فنزلت سوق العمل، رافضة عروض أبنائها لتنتقل إلى بيت أحدهم، كى لا تكون عبئاً على أحد.
البسمة لا تفارق وجهها.. واليومية 18 جنيهاً
تقلب بيديها حبات الترمس، فتنتقى الحصى وتلقيه بعيداً، ثم تضع السليم منه فى قفة من الخوص، لها على هذا الحال 20 سنة، تنتقى الحصى من الفول والترمس والفاصوليا البيضاء وكل البقوليات لصالح أحد المحلات: «جوزى اتوفى من 20 سنة واتنقلنا من بعدها لشبرا، وسبنا الفيوم، وقعدنا فى شقة هنا عشان أكل عيش ولادى، ودلوقتى كلهم اتجوزوا وراحوا لحالهم وبقيت لوحدى بخدم نفسى من الألف للياء».
السيدة المسنة تنازلت عن شقتها لصالح صاحب البيت بعد زواج الأبناء، مقابل غرفة متواضعة منحها إياها: «الأوضة بـ20 جنيه، وأنا باخد من الشغل بتاعى 18 جنيه فى اليوم، والحمد لله مكفيينى وزى الفل، حتى معاشى سبته لبنتى»، لا تنظر إلا مبتسمة، ولا تنطق إلا بوقار، وترى فى نفسها مثالاً لعزة النفس: «أنا ست بميت راجل، بنزل الساعة 8 الصبح سوق الشادر اللى فى شبرا وأروّح العصر، بخلص 3 شكاير أنقيهم من السوس والحصى، وما بمدش إيدى لحد، وربنا أنعم عليّا بالصحة وبصوم رمضان لحد دلوقتى».