وكيل "تجارة أسوان": مصانع وجبات التغذية المدرسية لا تستفيد منها الدولة والتلاميذ
الدكتور حسن أمين الشقطي
أكد الدكتور حسن أمين الشقطي، وكيل كلية التجارة بجامعة أسوان، أن محدودية الموارد المالية في الموازنة المصرية تفتح الباب لمراجعة حقيقية لكل النفقات الحكومية، وخاصة التي بلا قيمة مضافة أو التي قيمتها المضافة ضعيفة، فمصادر الإنفاق الآن تتنافس على الإيرادات المحدودة، وضمن مصادر الإنفاق الحكومي السنوي تكاليف الوجبات المدرسية.
وأوضح أن الحكومة أنشأت 20 مصنعًا لإنتاج وجبات التغذية المدرسية، لتغطي كل محافظات مصر، ويستفيد منها نحو 6 آلاف مدرسة، وتقدم وجبات لـ5 ملايين تلميذ، مشيرًا إلى أن الوجبة تتكون من فطيرة بالعجوة، وثمرة فاكهة أو كوب حليب، وهي جهود تشكر عليها الدولة، ويجب علينا أن نحسب القيمة المضافة الحقيقية، هل فعلا يستفيد التلميذ بهذه الوجبة وتمثل له منفعة حقيقية بقدر النفقات التي تنفقها الدولة على المشروع؟.
وأضاف الشقطي، أنه يجب علينا معرفة أولا فطيرة العجوة تمثل وجبة ثقيلة على غالبية التلاميذ وكثير منهم يحملها لمنزله أو يلقيها أو لا يستلمها، وهي تمثل الجزء الأساسي الذي استثمرت الدولة لإنتاجه مئات الملايين، فمصانع التغذية المدرسية هي مصانع مجهزة بخطوط إنتاج حديثة، وكلها تضم ماكينات مخبوزات آلية متقدم، والقيمة الحالية للمصنع الواحد لا تقل حاليًا عن 20 مليون جنيه، وهي توظف بالفعل نحو 5 آلاف موظف مؤقت يعني لدينا 400 مليون مستثمر ويتم فيها ضخ نحو 1.5 مليار جنيه سنويًا كنفقات تشغيل بجانب نصف مليار آخر للإنفاق على ثمرات الفاكهة والحليب.
وأشار وكيل كلية التجارة بجامعة أسوان، إلى أن هذه الوجبات لا تواكب الفترة وطبيعة الوجبات المناسبة للأطفال، وخاصة بالنسبة لفطيرة العجوة، ولكن ما هو أهم من ذلك أن هذه المصانع المتطورة تعمل فترة الصباح ثم تتوقف، وتعمل فترة افتتاح المدارس وتتوقف طيلة فترة الإجازة الصيفية، بشكل يقلل فائدتها مقارنة بعمرها الافتراضي، فهذه الخطوط سيتم تكهينها خلال عمر افتراضي معين رغم أنها في حقيقتها لا تعمل سوى فترة عمل واحد من إجمالي 3 فترات عمل يفترض الإنتاج فيها، فهل لدى مصر فائض لكي نخصص مصانع تعمل بدوام واحد وتتوقف طيلة 4 أشهر الصيف، وتنتج وجبات غير ذات أهمية لكثير من التلاميذ.