حكايات بدأت بـ«حب عيال» وانتهت بـ«بالرفاء والبنين».. «ونحنا ولاد صغار الهوى جمعنا»
محمد وإلهام
تتشبث فى ذاكرتهم النظرات البريئة التى يختطفونها من خلف أبواب منازلهم، وتلك التى ترسم البسمة على شفاههم أثناء خروجهم معاً من بوابة المدرسة، فتظل تلك النظرة معلقة فى الجدار الخلفى للذاكرة، حتى الاعتراف بـ«أنا بحبك» وتعصف بهم الحياة أحياناً ما بين اليمين واليسار، إلا أن حبهم يبقى حجر الأساس الذى يضعونه منذ الصغر ويستندون عليه، لينتهى بهم المطاف على أنغام «طلى بالأبيض طلى يا زهرة نيسان»، لتكلل قصص حب بدأت منذ الطفولة وانتهت بالزواج.
«إسلام» قال لـ«فاطمة» إنه معجب بها وهما فى الصف الثانى الإعدادى وتمت خطبتهما بعدها بـ10 سنوات فكان الحب السند الأقوى الذى يقربهما
يتجاور منزلاهما إلى حد كبير، مما جعلهما يتقربان إلى بعضهما فى مرحلة الإعدادية، ويصارحها بـ«سلسلة وإسورة» بحبه وهو فى عامه الثالث عشر، قائلاً: «أنا معجب بيكِ» وذلك أثناء العطلة الدراسية له عندما كان فى الصف الثانى الإعدادى، إلا أن قلبه كاد أن ينفطر حزناً عندما سافرت مع أسرتها إلى السعودية، ولم يكن هناك شىء فى الدنيا يسعده أكثر من رؤيتها فى العطلة الصيفية، هكذا سرد الشاب العشرينى إسلام عبدالسلام بداية قصة ارتباطه بخطيبته فاطمة علاء.
انقطع الوصال بينهما لعامين نظراً لصعوبة حضورها إلى القاهرة حتى عام 2009، وكانت «فاطمة» آنذاك لا تزال طالبة فى الصف الثالث الثانوى، ولكنهما كانا يتواصلان معاً عن طريق «فيس بوك»، وكان هو بالنسبة إليها أقرب الأصدقاء من خلال مساندته لها فى التقديم بالجامعة والتحضير لتذكير دروسها، فتقول «فاطمة»: «وأنا فى الجامعة جالى وقال لى أنا معجب بيكى واستنيتك تنزلى القاهرة عشان أقولك.. وأنا أصلاً كنت مستنياه يتكلم».
«بيقولوا الحب بهدلة».. هكذا كانت الحالة التى صاحبت «فاطمة» لمجرد طلب «إسلام» منها الارتباط به قائلة: «وقعت واتكعبلت لما طلب منى نكون جنب بعض»، لأكثر من 10 سنوات مرت عليهما كان الحب السند الأقوى الذى يقربهما، فتمسكا ببعضهما حتى تمت خطوبتهما فى 22 أغسطس 2014.
أعجبت ريهام جابر بالشِّعر الذى يسرده باللغة الأجنبية عبر «فيس بوك»، كان عمرها وقتها لا يتعدى الـ17 عاماً أثناء دراستها للعام الأخير فى الثانوية، ومن هنا بدأ الانجذاب الفعلى بأحمد أكرم من خلال الأحاديث التى كانا يتبادلانها، ومع أول مقابلة بينهما، أحست «ريهام» بمزيج من التوتر والراحة النفسية قائلة: «حسيت إنى لما قابلته عاملة جريمة ودا عيب ومايصحش وفى نفس الوقت قلت هو دا إلى أنا بدوَّر عليه».
وكانت «بحبك» التى سمعتها لأول مرة فى 11 يونيو 2012، جعلتها تشعر أنها مالكة لذلك الكون، ولم يعرف لها النوم طريقاً منذ ذلك الحين، إلا إن ظروف «أحمد» المادية منعته فى البداية أن يتقدم لخطبتها فكان ردها: «إللى بشوفه فى عينيك يخلينى أستناك سنين بس أفضل معاك.. أنا كنت من جوايا 50 سنة هموم ومعاك برجع 17 سنة من تانى».
فعلى الرغم من انشغاله بأعماله حتى يستطيع التأهل لخطبتها، كان يقوم أحمد أكرم، 27 عاماً، بمساندتها فى دراستها حتى ارتفعت درجاتها من 79% إلى 86٪ بالثانوية العامة، مضيفاً: «كنت جنبها فى كل وقت حتى لما راحت تقدم فى الجامعة خدتها ورحنا سوا»، واستطاع «أحمد» أن يدبر الأموال ليتقدم لخطبتها فى 23 نوفمبر 2013، مضيفة: «بقى هو سندى وظهرى إلى مقوينى دايماً».
«الخناقات».. كانت بمثابة الاختبار الحقيقى الذى مرا به، حيث قالت «ريهام»: «ماكانش بيسيبنى أنام وأنا زعلانة أبداً»، فكان «أحمد» يسعى طوال الوقت بتعويضها عن حنان الأب الذى فقدته «ريهام» بعد انفصال والدها عنها، وظلت الأوضاع المادية هى السبب وراء تأجيل زواجهما، ولكنهما كانا يواجهان تلك المصاعب بالصبر والأمل، يقول أحمد: «ماكناش بنخرج أيام الخطوبة عشان نوفر الفلوس.. وماكانش معانا فلوس نغير الموبايلات.. وقبل الجواز بـ3 شهور مرتبى زاد.. وبعد الجواز بـ4 شهور زاد تانى الحمد لله، وبعد فترة زاد زيادة بسيطة بعد حمل ريهام».
«السن عمره ما كان عيب».. بدأت إلهام راضى، 20 عاماً، سرد قصة حبها بخطيبها الذى يصغرها بعامين وصوتها يملأه الشغف قائلة: «كان عنده 13 سنة وأنا 15 سنة.. وكان أهلى وأهله يعرفوا بعض وإحنا فى السعودية، وكنا بنتقابل وإحنا صغيرين وبقينا صحاب وبنساعد بعض دايماً»، وبعد مرور عامين على صدقاتهما قرر محمد درويش، 18 عاماً، مصارحتها بحبه لها، إلا أن صعوبات كثيرة واجهتهما، أشدها رفض أسرتيهما ذلك الحب بحجة أنه «دا حب عيال وهينتهى».
قررا أن يثبتا لعائلتيهما عكس ما كانوا يرددونه، انطلق «درويش» إلى سوق العمل فى مجال التسويق العقارى، أما «إلهام» عملت سكرتيرة بإحدى العيادات، وأصبحا يعملان ويوفران جزءاً كبيراً من مدخراتهما حتى استطاعا أن يقيماً حفلاً عائلياً للخطوبة منذ 6 أشهر، قائلة: «ماجبناش شبكة، لسه هنجيب الكبيرة على الفرح.. بس مش الدهب إلى هيخليه يكمل معايا، حبه وحبى بس هو إلى باقى».
«مؤمن اتقدم لى إزاى يا ماما.. دا طول عمره يقول لى انتى زى أختى».. تلك الصدمة التى تلقتها آلاء محمود، 25 عاماً، حيث قالت: «إحنا قصتنا تأبيدة من 25 سنة كنا جيران فى العمارة وبنروح المدرسة سوا وبطلع أذاكر عندهم.. لحد الثانوية نقلنا السكن وانفصلنا عن بعض».
«من استعجل شيئاً قبل أوانه عوقب بحرمانه، وأنا معنديش استعداد أتحرم منك».. تفاجأت «آلاء» برد فعل مؤمن عبده، 29 عاماً، عندما تأخر فى الاعتراف بحبه منذ الصغر، حتى تقدم لخطبتها فى مارس 2012، وتزوجا بعدها بعام، وكانت زهرة زواجهما ابنيهما «يوسف، ليلى»، تقول آلاء: «أنا عايشة مع مؤمن بقالى 3 سنين كأنهم أول شهر عسل.. قابلتنا مشاكل كتير والحب والتفاهم إللى ما بينا كان كفيل أنه يطفى أى نار ممكن تقوم.. وكان بيساندنى لحد ما خلصت الماجيستير وأنا كمان شجعته وهو حالياً بيكمل فى الدكتوراه».