الجامعة وعام دراسى جديد
سارة بدار
أول يوم فى العام الدراسى غالباً ما ينتظره العديد من الطلاب باشتياق شديد، خصوصاً الطلاب الملتحقين بالفرقة الأولى فى الكليات المختلفة. منهم من جاء التنسيق فى صالحه وجعله يلتحق بكلية أحلامه من كليات القمة، ومنهم من لم يسعده الحظ ليلتحق بكليات أخرى لم يكن يرغب فيها.. ولكن الكل ينتظر هذا اليوم بفضول شديد للتعرف على مواد الدراسة والأساتذة الجامعيين وبالطبع لتكوين العديد من الصداقات. وهناك من ينتظر الجامعة لأنه كما سمع ممن هم أكبر منه سناً حين كان فى الثانوية العامة «أن أيام الكلية هى أحلى أيام العمر»، أو «ذاكر فى ثانوى علشان ترتاح فى الكلية»، أو أن «أكثر الأماكن التى يقضى فيها معظم الطلاب أوقاتهم هى «كافيتريا الجامعة».. من يعرف فلربما يجدون شلة مثل شلة «طارق كابو» فى فيلم الباشا تلميذ. ولكن الحقيقة التى يصدم بها معظم الطلاب تقريباً أن نظام الجامعة يختلف تماماً عما تعودوا عليه فى أيام المدرسة بأن لا أحدَ من أساتذة الجامعة يجبر الطلاب على الحضور ولا يسألهم عن إذا ما كانوا قد ذاكروا أم لا ولا توجد دروس خصوصية تعطيك الأسئلة المتوقعة فى الامتحان فيجد الطالب أنه هو المسئول الوحيد عن نفسه فى مسألة الحضور والمذاكرة. فى كل جامعة توجد العديد من الأنشطة الطلابية ونماذج المحاكاة التى تساعد الطالب على تكوين العديد من الصداقات ومحاكاة الحياة العملية إلى جانب الدراسة التى يحصل عليها وهو أمر يستحق التجربة حقاً. على أى حال لا تدخل العام الدراسى وأنت صاحب موقف عدائى مسبق من الكلية التى التحقت بها، من يعرف فلربما تجد مواد ممتعة لم تكن تعرفها من قبل وتساعدك على التميز فى سوق العمل عن غيرك من خريجى الكليات الأخرى. وإن كنت ممن التحقوا بالكلية التى تمنوها فأتمنى لك بألا ترضى عن التميز بديلاً. وفى النهاية ستظل دائماً فترة الدراسة فى الجامعات فرصة كبيرة للتعلم الأكاديمى ولممارسة الأنشطة الفنية والمسرحية والرياضية فلا تجعلوا هذه الفرصة تمر دون استغلال جيد لها.
لا تفوتوا دقيقة ولا ثانية واحدة دون أن تستمتعوا فيها بالجامعة فهذه الأيام ستذهب دون عودة فاستمتعوا.