سفير مصر الأسبق بالسعودية: لا يمكن أن تتطابق المواقف بين أى بلدين مهما كانت العلاقات بينهما
سفير مصر الأسبق لدى السعودية سيد أبوزيد
اعتبر سفير مصر الأسبق لدى السعودية سيد أبوزيد، فى حوار لـ«الوطن»، أن الموقف الحالى بين مصر والسعودية يعد سوء تفاهم وليس أزمة بالمعنى الصريح، حيث تُعد العلاقات بين مصر والسعودية أكبر من أن تحدث بها أزمة سياسية، موضحاً أن موقف الملك سلمان بن عبدالعزيز لم يختلف عن مواقف شقيقه العاهل السعودى الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وأن العلاقات بين مصر والسعودية تُعد من أقوى العلاقات فى المنطقة، وأن البلدين هما جناحا الأمة العربية ويعملان على مواجهة الأزمات التى تواجه المنطقة العربية عقب ما تعرّضت له من ثورات الربيع العربى. وأكد «أبوزيد» أنه «لا يمكن أن تتطابق المواقف السياسية بين أى بلدين مهما كانت العلاقات بينهما ولا بد أن تكون هناك نقاط خلاف دون أن تؤثر على مسار العلاقات».
السفير سيد أبوزيد لـ«الوطن»: ما حدث سوء تفاهم وليس أزمة بالمعنى الصريح
■ بداية، كيف ترى الموقف الحالى بين مصر والسعودية؟ وهل ترى بوادر أزمة بين البلدين بعد واقعة مجلس الأمن وقرار «أرامكو»؟
- فى البداية، أرى أن العلاقات بين مصر والسعودية بشكل خاص أكبر من أن تحدث فيها أى أزمة لأى سبب من الأسباب، لأنه فى الفترة الأخيرة تحدّثت بعض الأطراف عن إمكانية حدوث أزمة بين القاهرة والرياض بسبب الموقف المصرى الأخير فى مجلس الأمن بشأن التصويت على القرار الروسى حول سوريا، لكن الموقف المصرى فى الأمم المتحدة يأتى ضمن عضويتها وسياستها ورؤيتها للأوضاع فى المنطقة ولا أتصور أن هذه المواقف السياسية تؤدى إلى وجود أزمة بين البلدين، لأن كل دولة لها سياستها، وكل دولة لها مواقفها والدولتين بيحترموا مواقف بعضهم البعض.
■ وهل يمكن تطابق وجهات النظر بين البلدين فى الملفات السياسية والإقليمية، أم ماذا فى رأيك؟
- لا يمكن أن تتطابق المواقف السياسية بين أى دولتين مهما كانت العلاقات بينهم سواء فى إطار الصداقة والحوار. والعلاقات بين مصر والسعودية أكبر من أن يؤثر شىء صغير على التنسيق والتعاون بينهم فى مختلف المجالات.
أتوقع اتصالات رفيعة المستوى بين الجانبين المصرى والسعودى لاحتواء الخلاف
■ لكن البعض يتوقع أن تكون هناك خلافات وتصعيد بعد قرار شركة «أرامكو» السعودية بوقف مد مصر بالبترول؟
- حسب تصريحات وزارة البترول المصرية، فإن القرار تم اتخاذه قبل أزمة موقف مصر فى مجلس الأمن، والقرار قد يكون له حسابات اقتصادية بحتة وليس متعلقاً بأى خلاف سياسى بين البلدين لأن العلاقات أكبر من ذلك، وبين البلدين تعاون كبير فى شتى المجالات لا يتوقف على نقاط صغيرة بعينها.
■ وهل تتوقع أن يتم احتواء الخلاف من خلال زيارات عاجلة واتصالات رفيعة المستوى بين قيادات البلدين؟
- بالتأكيد أتوقع أن تكون هناك اتصالات رفيعة المستوى بين قيادات البلدين، وأود الإشارة إلى أن هناك اتصالات شبه يومية وتنسيقاً مختلفاً بين الجانبين، وأتوقع إجراء لقاءات لإزالة أى سوء تفاهم، ولن أقول أزمة بينهما، لأن العلاقات بين البلدين تسمح بهذا النوع من سوء التفاهم الذى قد يحدث بين فترة وأخرى، وعلى القيادات فى البلدين أن يعملا معاً على التواصل المستمر ومواجهة أى محاولات تسعى لتعكير صفو العلاقات من خلال خلق الأزمات وسوء التفاهم بين البلدين من وقت إلى آخر.
■ البعض يقول إن مواقف العاهل السعودى الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز أفضل من مواقف الملك سلمان.. كيف ترى ذلك؟
- لا أرى أن مواقف الملك عبدالله أفضل من مواقف الملك سلمان، لأن الحقيقة أن الأسرة السعودية منذ أن أسّسها الملك عبدالعزيز آل سعود، وهى مواقفها متشابهة وقوية، وأؤكد أن جميع الأفراد فى الأسرة السعودية الحاكمة، سواء الملك عبدالله أو الملك سلمان متقاربة ومتشابهة، لأن الملك عبدالعزيز آل سعود أوصى أبناءه قبل وفاته بأن تظل العلاقات السعودية جيّدة للغاية مع مصر، ولا أرى أى فرق بين موقف الملك سلمان والملك عبدالله، وبالعكس نجد أن الاتصالات فى عهد الملك سلمان تزايدت، وكانت هناك زيارات متبادلة بين كل المسئولين فى مصر والسعودية وزيارة الملك سلمان الأخيرة لمصر أكدت مواقفه الإيجابية تجاه مصر، فبالتالى كل هذه المسائل محسومة، ويجب ألا نقع فى شرك الشائعات من خلال الترويج لهذه الفكرة.