السفير الألماني: المساعدات الأوروبية لمصر "مستمرة".. و"برلين" صديقة لمصر وليس لأحزاب
قال السفير الألماني بالقاهرة، ميشائيل بوك، إن المساعدات الأوروبية لمصر مستمرة، وأن ما حدث في هذا الموضوع هو مجرد اقتراح من البرلمان الأوروبي بتعليق المساعدات ولكن الحكومات الأوروبية لم تتخذ مثل هذا القرار.
جاء ذلك في كلمة السفير بوك أمام الندوة التي نظمها المجلس المصري الأوروبي تحت عنوان (مستقبل العلاقات المصرية الألمانية).
وأضاف السفير الألماني أن بلاده صديقة لمصر وللمصريين وليس لأحزاب أو جماعات أو أشخاص، معرباً عن تطلعه لزيادة التعاون بين بلاده والقاهرة في مجالات البيئة والكهرباء والتنمية الشاملة والصرف الصحي.
وتابع:" إن الرئيس محمد مرسي هو الرئيس الشرعي المنتخب من الشعب المصري، ولذلك فإن ألمانيا تمد إليه يد التعاون، كما قامت المستشارة أنجيلا ميركل باستضافته في برلين لدفع العلاقات قدماً بين البلدين والعمل على دفع مصر نحو الاستقرار".
وقال "إن مصر هي أكبر دولة في جنوب المتوسط ومنطقة الشرق الأوسط، لذا فإن استقرارها يسهم في استقرار المنطقة"، لافتاً إلى أن هناك مجموعات وأفراداً لا يريدون لمصر الاستقرار وذلك لتنفيذ "أجندة معينة".
وأشار إلى أن المصريين كانوا يعانون كثيراً في السنوات السابقة وللأسف لا تزال معاناتهم مستمرة بعد ثورة 25 يناير، إلا أنه استطرد قائلاً: "إن ثورة الشعب المصري لم تشهد كثيراً من الدماء كغيرها من الثورات، ولم يتم تدمير البنية التحتية لمصر أو مهاجمة مصانع ومنشآت، لذا فإن على المصريين التفاؤل بمستقبلهم".
وقال "إن المستشارة الألمانية قالت للرئيس مرسي إنه يجب ألا يكون هناك إقصاء لأحد في مرحلة التحول الديمقراطي"، مشيراً إلى أن أغلب سكان مصر مسلمون وأن الإسلام السياسي يلعب دوراً محورياً في المشهد السياسي وسيستمر في لعب هذا الدور، داعياً القوى الليبرالية
والجماعات المثقفة إلى أن تجد أرضاً مشتركة للعمل مع بعضهم البعض.
ونوه بأن المساعدات الألمانية لمصر كانت لا تتعدى 200 مليون يورو منذ ثلاث سنوات، أما الآن فإنها تتعدى 300 مليون يورو، موضحاً أن التعامل مع مصر قوي وآخذ في التطور، لافتاً إلى أن عدد المدارس الألمانية في مصر أكثر من الموجودة في أسبانيا وإيطاليا.
وأكد السفير الألماني أن مصر بعد الثورة اكتسبت الثقة في النفس، والمصريون الآن يقولون إن مستقبل بلدهم في أيديهم ليس في يد أحد غيرهم، موضحاً أن بلاده تدعم مصر للحصول على قرض صندوق النقد الدولي.
وقال بوك إن بلاده تتحدث مع كل الأحزاب السياسية في مصر، وتستمع إليهم، مشيراً إلى أن الحكومة الحالية هي "الحكومة الشرعية" لمصر، معرباً عن عدم سعادته بمستوى التعاون الاقتصادي بين بلاده ومصر، موضحاً في الوقت ذاته عن دهشته لمحاولة رجال أعمال مصريين الخروج بأموالهم من مصر.
ونوه بأن الفرص الاستثمارية في مصر ممتازة، ولا يوجد مستثمر أو مشروع ألماني واحد انسحب من السوق المصري، وأن السياحة الألمانية الوافدة إلى مصر في زيادة مستمرة، كما أن الصادرات المصرية لألمانيا خاصة الزراعية في تزايد مستمر.
وقال إن الاتحاد الأوروبي يراقب باهتمام ما يحدث في مصر، وإذا كانت الأمور تسير في اتجاه إيجابي فسيظل يساعدها، مضيفاً: "لا أحد يملك صناعة مستقبل مصر غير المصريين وأننا نساعد فقط لدفع الأمور قدماً".
وأبدى السفير الألماني رغبته في زيادة التعاون بين الأقاليم المصرية والألمانية لأنه يدعم اللامركزية.
وحضر اللقاء عدد من رجال الأعمال المصريين، ودبلوماسيون، على رأسهم السفير جمال بيومي، رئيس اتحاد المستثمرين العرب.