10 أيام من الغياب فى بطن الملاحات
10 أيام قضتها أسرة الشاب محمد أحمد كمال تنتظر استخراج جثته من المكان الذى أرشد عنه المتهمون باختطافه وقتله وطلب فدية وصلت إلى مليون جنيه، 10 أيام كاملة والأسرة تجلس فى منطقة الملاحات بالإسكندرية تترقب.. تتمزق فيها مشاعرهم ما بين رغبتهم فى استخراج جثة ابنهم لدفنها.. وبين آمال بأن يكون ابنهم ما زال حياً.. الأمل وراءه رواية غريبة للجناة.. قالوا إنهم قتلوا الضحية ووضعوا جثته فى برميل وصبوا أسمنت عليه.. الأسرة ظنت أنها رواية مختلقة للجناة وظلت فى انتظار ظهور محمد وهو يقول لهم: «أنا على قيد الحياة».. ولكن الآمال انتهت عندما وصلت قوات الإنقاذ إلى جثة الضحية وتم انتشالها فى حالة سيئة، وجد معها الطبيب الشرعى صعوبة كبيرة فى عملية تشريحها نظراً لقيام المتهمين بصب مواد خرسانية على الجثة داخل البرميل الحديدى الذى عثر عليه.
قام الطبيب الشرعى باستخراج الجثة من البرميل وبمناظرتها تبين أنها بكامل ملابسها ومربوطة بحبل أزرق اللون من القدم، وتعرف على الجثة ذوو المجنى عليه، وتبين وجود تهشم كامل بالرأس، وهى الإصابة التى أدت لوفاة المجنى عليه.
إنسان خليل، عم المجنى عليه قال «إن محمد يمتلك معهداً تعليمياً كبيراً بالإسكندرية، وتوسط لدى والده لتعيين القاتل (إسلام) قريبه الطالب بالفرقة الرابعة بكلية الآداب، فى المعهد، وبالفعل عمل مشرفاً إدارياً فى المعهد، لكنه لم يحفظ الجميل، واشترك بعد ذلك فى قتله مع آخرين هما محمد أ. (29 سنة)عاطل وعمرو م. (22 سنة) طالب».[Quote_1]
وتابع «احترنا كتير ليه الولد ده يعمل كده فى قريبه رغم أنه مشفش مننا حاجة وحشة، وبعد كدة عرفنا أنه اتورط مع الاتنين الآخرين فى مديونية تقدر قيمتها بنحو 30 ألف جنيه لأنهم كانوا مأجرين سيارة وهو راح ضمنهم وتقريباً حصل فيها مشكلة، واقترحوا عليه فكرة اختطاف محمد وطلب فدية عشان يخرجوا من الورطة دى، علشان كدة طلبوا فدية بس بمبلغ 2 مليون جنيه عشان الطمع أخدهم».
«إسلام لم يكن يظهر عليه أى بوادر إجرامية، لكن تبين فى النهاية أنه شارك فى التخطيط والإرشاد والتنفيذ للجريمة البشعة التى أصابتنا جميعاً بصدمة».
وقال إن الجناة تخلوا عن كل مشاعرهم الإنسانية، فبعد قيامهم بقتل «محمد» والتخلص من جثته، أوهموا الأسرة بأنه على قيد الحياة طمعاً فى الفدية، وطلبوا من والدته الحضور إليهم الساعة العاشرة صباحاً فى منطقة المندرة ومعها المبلغ، وحين حضرت للمكان المتفق عليه، فوجئت بأنهم يخبرونها فى الهاتف بتغيير المكان إلى منطقة المنشية.
وأضاف «استمروا فى تغيير مكان المقابلة مع والدة محمد من مكان لمكان لحد ما لفت إسكندرية كلها اليوم ده حتى الساعة 11 بالليل، وفى الآخر قالولها روحى بيتكم بقى كفاية عليكى كده انهارده».
ووصف ما حدث مع والدة المجنى عليه بأنه «قلة أدب، تدل على بشاعة الطريقة التى كان يفكر بها الجناة».
ومتحدثاً عن القتيل: «محمد كان عنده 21 سنة وطالب فى الفرقة الثالثة بكلية التجارة، وكان شاب محترم جداً وخلوق، وكل الناس تشهد بأخلاقة، وكان بيحب كل الناس ومش بيفرق فى معاملته مع حد بالمستويات المادية والاجتماعية رغم أنه يعتبر من عيلة متيسرة».[Quote_2]
«محمد كان هو وأخوه نور عين والدتهم، وكانت بتحبه أوى وبتخاف عليه، وهو كان قريب من الأسرة، وكان دايماً حريص على صلة الرحم بين أسرته والعائلة كلها، حتى الولد اللى اتسبب فى قتله بالاشتراك مع اتنين تانيين كان دايماً حنين عليه وبيساعده، ولما اتصل بيه طلب أنه يجيله متأخرش عنه».
وقال إن والدى المجنى عليه وشقيقه الوحيد يعانون حالة نفسية سيئة؛ نتيجة بشاعة الطريقة التى ارتكبت بها الجريمة، لافتاً إلى أن والد المجنى عليه ووالدته فى حالة إعياء منذ علمهما بخبر الحادث حتى الآن.
وتابع «أقوم أنا والأسرة باستمرار بزيارتهم فى المنزل للاطمئنان عليهم، ولا نحاول التحدث معهم عن الحادث حرصاً على حالتهم النفسية».