فلاحون يهددون بعدم توريد القصب لشركات السكر بسبب انخفاض سعره
القصب أحد أهم المحاصيل الزراعية فى الصعيد «صورة أرشيفية»
هدد عدد من مزارعى قصب السكر بالامتناع عن كسر القصب هذا الموسم وتوريده لشركات السكر بسبب انخفاض السعر الذى أعلنت الشركات أنها ستشترى به القصب من المزارعين، وهو 500 جنيه للطن الواحد، مؤكدين أن تكلفة فدان القصب تزيد على الـ20 ألف جنيه فى العام، والإنتاج لا يتعدى الـ20 طناً، مما يكبدهم خسائر فادحة.
«النجارى»: «الحكومة عايزة تشترى طن القصب بـ500 جنيه وكيلو السكر فى المحلات بـ15 جنيه»
وقال حسين بجاتو، أحد كبار مزارعى القصب فى دشنا، إن المزارعين يعانون فى ظل تعنت الدولة فى الاستجابة إلى زيادة سعر طن القصب إلى 800 جنيه، وإن الزيادة الأخيرة التى قررتها الحكومة وقدرها 100 جنيه لا تكفى لتغطية التكاليف التى زادت بعد تحرير سعر صرف الجنيه وزيادة الوقود، وإنها تجعل المزارعين يهربون من زراعة المحصول مرة أخرى لعدم جدواه». وتابع «بجاتو»: «إن كل ذلك لا يغطى تكاليف الطن من زيادة فى أجور الشاحنات وجرارات القصب، وسعر صفيحة السولار والعمالة، وقطع الغيار، فضلاً عن أن المزارع وأسرته زادت مصاريفهم المعيشية إلى الضعف».
وقال حمادة عطا، أحد مزارعى قرية السمطا، إن المزارعين اتفقوا مع بعضهم البعض على عدم توريد المحصول بعد تعنت الحكومة فى رفع سعر الطن إلى سعر عادل، مشيراً إلى أن هناك 40 مزارعاً من أهالى قرية السمطا أبلغوا شركة السكر فى دشنا بمطالبهم، وإن لم تنفذها الشركة سيتم منع توريد محصول هذا العام. ويقول محمد النجارى، أحد مزارعى القصب فى محافظة قنا، إن هناك عدداً كبيراً من المزارعين سيمتنعون عن كسر القصب هذا الموسم بسبب الارتفاع الرهيب فى أسعار خدمات الإنتاج، وانخفاض السعر الذى تريد الشركة شراء القصب به من الفلاحين، وشرح «النجارى» تكلفة إنتاج فدان القصب، قائلاً: «حرث فدان الأرض البور بيتكلف 150 جنيه، وده قبل ما يتم رفع أسعار السولار والغاز، ونضيف كمان 6 أشولة سوبر سعر الشوال 150 جنيه يعنى نحو 900 جنيه، وده طبعاً غير مصاريف الرى».
ويتابع «النجارى» شرح تكلفة الفدان قائلاً: «الجمعية الزراعية لا توفر فقط غير 13 شوال من سماد اليوريا للفدان، وأساساً الفدان بيحتاج نحو 20 شوال وبنشترى الفرق من السوق السودا بـ150 جنيه للشوال الواحد، ويحتاج الفدان إلى 10 عمال لتربيط القصب فرايد، يومية العامل 50 جنيه، وبعد حوالى شهرين تقريباً يحتاج الفدان إلى 10 عمال آخرين لتربيطه تلاتات، يعنى ذلك أن الفدان بيتكلف نحو 1000 جنيه تربيط فقط».
ويتابع: «طن القصب بيتم كسره بـ50 جنيه، ونقل الطن من الأرض للمصنع بيتكلف 70 جنيه، وإجمالى إنتاج فدان القصب ما بين 35 إلى نحو 40 طن، يعنى الفدان فى النهاية بيصرف أكتر من 20 ألف جنيه ولو هنبيع المحصول مش هيجيب أكتر من 20 ألف جنيه». ويؤكد «النجارى» أن هناك نية لدى الفلاحين لعدم كسر القصب هذا الموسم: «الناس مش هتكسر، هنسيب القصب فى الأرض واقف كده، إزاى طن القصب بـ500 جنيه وبيتباع فى المحلات كيلو السكر بـ12 جنيه، وفى التموين بـ7 جنيه، كده حرام!». خالد الشيخ، أحد مزارعى القصب فى محافظة سوهاج، يقول إن هناك خطة ممنهجة للقضاء على الفلاحين فى مصر، موضحاً أن القصب يعتبر من أهم المحاصيل فى الصعيد، ولا يمكن أن يتم القضاء عليه بهذا الشكل، ويضيف «خالد»: شركة السكر رفضت بيع طن العصر بسعر 1000 جنيه، وتريد شراء طن القصب بـ500 جنيه: «ما رضيوش يبيعوا طن عصر القصب بـ1000 جنيه، وعايزين يشتروا مننا طن القصب بـ500 جنيه».
ويضيف: «طن القصب بيكسب الشركة أكتر من 7 آلاف جنيه، عن طريق استخلاص العصر والصمغ والعسل الأسود، وبيدخل فى صناعات كتير جداً، ومن الظلم أن يتم شراؤه من الفلاحين بسعر 500 جنيه». ويؤكد «خالد» أنهم لا يحتاجون لتحقيق مكاسب، وإنما يحتاجون فقط الخروج من موسم الزراعة بلا ديون: «بيوتنا هتخرب من الدين، واللى بيحصل ده هيدخل الفلاحين السجون، دى زَرعة سنة مش يوم بنفضل سنة كاملة نستنى المحصول». وقال اللواء مختار فكار، نقيب مزارعى القصب فى قنا، إن المزارعين اجتمعوا بالنقابة وعملوا كشف حساب شامل رسمى بتكلفة الفدان التى وصلت لـ17 ألف جنيه، فى حين أن متوسط إنتاج الفدان 35 طناً بالسعر الجديد 18500 يعنى ربح المزارع 1500 جنيه.
وطالب «مختار» بفصل شركة السكر عن وزارة التموين حتى يتسنى للمزارعين الحصول على مستحقاتهم بكل يسر، لأنه منذ انضمامهم، والمزارعون يعانون فى سد مستحقاتهم لبنوك التنمية ويدفعون فوائد التأخير، مع صرف 50 كيلو سكر كحد أدنى لكل مزارع، حسب مساحته، وزيادة منحة الرى من 20 جنيهاً إلى 100 جنيه.