مكرم المنياوى «ناشر روح التسامح»: مداح الرسول.. والعدرا.. والمسيح
المنياوى
من قرية بنى أحمد الشرقية بالمنيا خرج صوت المنشد الشعبى مكرم المنياوى ناشراً روح التسامح، فالرجل بدأ الغناء فى موالد القديسين، التى اعتاد المشاركة فيها مع أسرته المسيحية، انتقل من مدح السيدة العذراء والمسيح إلى مدح النبى محمد، واشتهر ببراعته فى الإنشاد الدينى بجانب الغناء الشعبى.
«المنياوى» قال لـ«الوطن» إنه تفرغ للفن الشعبى فى سن الـ17، عندما ترك مهنة الخياطة التى ورثها عن والده جبرائيل، رغم عدم اقتناع الأب بالفن الشعبى، موضحاً: «رفض والدى أن أتجه إلى المديح، لكننى عزمت على ذلك، وكنت أهرب من المنزل لأتمكن من إحياء الموالد، رغم ما كنت أناله من عقاب». وأضاف: «فى صباى طفت كل ربوع مصر، من قرية إلى قرية، حتى ذاع صيتى فى منتصف الستينات، حيث اعتدت غناء المواويل والقصص الشعبية، ورغم مجىء عشرات المطربين الشعبيين بعدى، بمن فيهم شقيقى عيسى المنياوى، فإننى كنت أرتجل فى اللحن والكلمات، كما كانت مواويلى تتجنب السياسة، باستثناء موال أولاد جاد المولى، الخاص بصراع الانتخابات». سافر «المنياوى» إلى العديد من الدول، كما غنى مرتين فى دار الأوبرا المصرية، يوضح: «سافرت إلى فرنسا فى حفلات قصور الثقافة، وهناك كرّمتنى الدولة، كما سافرت إلى العراق، وغنيت أمام الرئيس صدام حسين، ورغم تكريمى دولياً كثيراً فإن بلدى لم يكرّمنى مرة واحدة».
وقال: «اعتدت مدح النبى محمد وآل بيته فى الحفلات، وكنت أعتذر عن إحياء الموالد فى شهر رمضان، كما أننى أستمع إلى القرآن الكريم، وأستشهد بالأحاديث النبوية فى المديح»، موضحاً: «أول موال لى هو الزمن، الذى أتحدث فيه عن الصاحب، وكان فى عام 1967».
فى بداية احترافه للفن الشعبى والمديح تلقّى «المنياوى» تشجيعاً من الفنان الشعبى أبوالمصرى عبدالرازق، من عرب سمالوط، مؤكداً: «حين كنت طفلاً تم استقبالى بحفاوة فى أول حفلة لى بمدينة أبوقرقاص فى المنيا، ثم كان الحفل الثانى فى مركز طما بسوهاج».
يؤكد «المنياوى» أنه «مسيحى حتى النخاع»، لكنه يرى الإسلام ديناً سماوياً يدعو إلى السلام، وأن مدحه للنبى محمد والسيدة العذراء والمسيح، هو دعوة لنشر السلام والمحبة بين أبناء الوطن الواحد، موضحاً: «البعض كان يتعجب من أن يمدح قبطى رسول الإسلام، لكننى أشعر بالسعادة حينما أجد جمهورى سعيداً بمدح الرسول، وحينما أزور القاهرة أتناول الإفطار فى الحسين، كما أننى أمتنع عن إحياء الأفراح والليالى فى رمضان احتراماً لمشاعر المسلمين، فالأديان جميعها لله، وهو القادر على أن يجعل العالم أمة واحدة، لكنه اختار لها أدياناً مختلفة». وأشار إلى أنه أحيا العديد من الموالد فى المحافظات، ومنها مولد سيدى العارف بالله، وسيدى حسن الشاذلى، والفرغل فى أبوتيج، وجلال فى أسيوط، وموالد السيدة العذراء فى سمالوط وأسيوط، والسيد البدوى فى طنطا، والحسين فى القاهرة، بالإضافة للعديد من الحفلات أمام الأجانب خلال وجودهم فى المنيا، مؤكداً أنه يستمع إلى القرآن بصوت العديد من المشايخ، بينهم محمد صديق المنشاوى وعبدالباسط عبدالصمد. فى عام 2000 أصيب المنياوى بجلطة أثناء مشاركته فى حفلة عند جليلة غالى، التى تنتمى لعائلة بطرس غالى فى القاهرة، وتم نقله وقتها إلى مستشفى فى المهندسين.