كواليس التجديد لــ«المفتى»: «كبار العلماء» عجزت عن اختيار بديل
علام
كشفت مصادر بهيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف كواليس إجماعها على التجديد للدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية، للاستمرار فى منصبه فترة ثانية، حيث تنتهى الفترة الأولى فى مارس المقبل، بعد 4 سنوات من شغله المنصب. وتُحدّد اللائحة الداخلية لهيئة كبار العلماء مدة شغل منصب «الإفتاء» بأربع سنوات قابلة للتجديد، بناءً على عرض الإمام الأكبر شيخ الأزهر، بعد أخذ رأى هيئة كبار العلماء، وفى جميع الأحوال تنتهى مدة المفتى عند بلوغه السن القانونية المقرّرة لترك الخدمة.
مصادر: «الهيئة» تفتقد النصاب القانونى وتضم حالياً 17 واللائحة تنص على 40.. و«هاشم»: اخترنا «علام» لكفاءته
وقالت المصادر، لـ«الوطن»، إن الهيئة وافقت على التجديد لشوقى علام لعجزها عن اختيار «مفتى جديد»، لعدم اكتمال نصابها القانونى الذى يسمح لها باختيار آخر، خصوصاً أن أعضاءها الحاليين لا يكملون نصف الهيئة، فيما تحتاج إلى وجود ثلثى الأعضاء على الأقل للاختيار، وفقاً لقانون الأزهر وللائحة الهيئة فى المادة (14)، وتنص على أن «يدعو شيخ الأزهر الهيئة إلى الانعقاد قبل موعد انتهاء مدة مفتى الجمهورية بشهر على الأقل، للنظر فى ترشيح المفتى الجديد، وتُرشّح الهيئة ثلاثة من العلماء من بين أعضائها أو غيرهم ممن تنطبق عليهم شروط ومعايير صلاحية شغل منصب المفتى، التى تقررها الهيئة، ثم تقترح الهيئة عبر الاقتراع السرى المباشر على المرشحين الثلاثة فى جلسة يحضرها ثلثا عدد الأعضاء، ويعتبر من يحصل على أعلى الأصوات هو مرشح هيئة كبار العلماء لمنصب الإفتاء بشرط حصوله على الأغلبية المطلقة للأعضاء الحاضرين، ويعرض شيخ الأزهر الترشيح على رئيس الجمهورية لإعمال اختصاصه فى إصدار قرار تعيين مفتى الجمهورية».
وأوضحت المصادر أن العدد الحالى للهيئة 17 عالماً من أصل 40 عضواً، وبالتالى فإنها لن تستطيع أن تختار قيادة جديدة غير الدكتور شوقى علام، كما أن هناك ترحيباً داخلياً من قبَل الأعضاء باستمرار الدكتور شوقى علام، الذى لا توجد أى تقارير سلبية عنه، وهو يتمتع برؤية واضحة، وخاض معركة قوية فى ملف فوضى الفتاوى، وله جهوده فى تجديد الخطاب الدينى داخل الدار، فضلاً عن قلة الشخصيات ذات الثقة التى يمكن ترشيحها.
وأشارت إلى أن من تقدمهم المشيخة لتولى المناصب القيادية شخصيات معدودة ومعظمها مرفوض من قبَل الدولة، وهو ما حدث مع مرشحيها لرئاسة جامعة الأزهر، متابعة: «رؤية أعضاء هيئة كبار العلماء للمفتى تنطلق من أنه شخصية عاقلة وقادرة على قيادة المؤسسة فى الفترة المقبلة، والاجتماع الذى عقده الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، لهيئة كبار العلماء، لبحث أمر المفتى، لم يشهد حضور كل الأعضاء لأسباب غير معلومة». وأعلنت «كبار العلماء»، فى بيان لها مساء أمس الأول، أن الدكتور الطيب أحال القرار وملف التجديد للمفتى إلى المستشار التشريعى والقانونى لشيخ الأزهر؛ لاتخاذ الإجراءات اللازمة وإعداد مذكرة برأى الهيئة يُرفق بها مشروع القرار الجمهورى بالتجديد، على أن يتولى الإمام الأكبر رفع الأمر إلى رئيس الجمهورية لإصدار قرار التجديد، لافتة إلى أنها ناقشت بعض القضايا الفقهية التى أحدثت جدلاً فى المجتمع خلال الفترة الأخيرة، وسيجرى الإعلان عنها بعد الانتهاء من صياغة قرارات الهيئة بشأنها. من جانبه، قال الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء، إن الهيئة تعمل لصالح البلاد والعباد، والحمد لله على اختيار الدكتور شوقى علام والتجديد له، و«كبار العلماء» راعت فى قرارها الجهود المثمرة للمفتى، وقد اخترناه وفق الكفاءة. وأرسل الدكتور مختار جمعة، وزير الأوقاف، برقية تهنئة إلى مفتى الجمهورية بمناسبة التجديد له من قبَل الهيئة، قائلاً: «نتمنى للدكتور شوقى علام أن يستكمل مسيرته فى الدار».
واعتمدت دار الإفتاء خطة عملها أمس التى أعلنتها من قبل، وتتضمن التحرك فى عدة محاور؛ منها زيادة عدد الساعات المخصصة لتلقى الفتاوى والإجابة عليها، واستحداث أيسر الطرق على المستفتى للوصول إلى دار الإفتاء.
وكانت «الوطن» قد طرحت الأسبوع الماضى قضية «خلافة المفتى» مما اضطر هيئة العلماء إلى عقد اجتماع عاجل للتجديد للمفتى بالمخالفة لقانون الهيئة.
صورة مما نشرته «الوطن»