سيدتى الجميلة
طارق الإبيارى
هى نعمة من نعم الله علىّ، تستحق أن أحمد الله عليها، فقد أكرمنى الله بها، «فرح» فى قلبى وفى حياتى جميعها، ظللت لفترات طويلة قبل أن ألتقى بها أبحث عنها بين الكثيرات.. لم أعثر عليها بسهولة، فكانت كالمكافأة الكبرى بعد طول انتظار.
من كثرة جمال صفاتها لا أدرى من أين أبدأ، لكننى سأصف بعضاً منها؛ هى «الضهر والسند»، فمنذ أن عرفتها وهى تقف بجوارى فى كل المواقف التى أمر بها، تدفعنى للأمام دائماً.. تريدنى أن أكون الأفضل فى كل شىء، ربما تنسى ذاتها من أجل أن أكون أنا فى المقدمة.. هكذا عودتنى منذ عرفتها، فهى حقاً سيدتى الجميلة، وذكرياتى معها كثيرة؛ أتذكر يوم أن حججنا معاً بجانب والدتى، وكانت من أروع الرحلات، فهى رحلة إلى الله برفقة من تحب أمى وزوجتى.
حين تحب بإخلاص فإنك تتوحد فى مشاعرك مع من تحب، وهو ما شعرت به حين حصلت حبيبتى على درجة الماجستير مع مرتبة الشرف.. شعرت بأننى أنا من حصل على الشهادة من فرط فرحتى وفخرى بها.
أكثر اللحظات صدقاً وفرحاً هى التى لا يمكن نسيانها مهما مرت الأيام والسنين، تظل عالقة فى ذهنك أبد الدهر تماماً مثلما حدث يوم زفافنا حين غنيت لها مع النجم الجميل الرائع المحترم تامر حسنى أغنية «بتقولى أوصفهالك»، شعرت بأن كل كلمة فيها تجسد شعورى بمحبوبتى وزوجتى «فرح». لن أنسى حين تسلقنا جبل «فولكانو» فى اليونان، تسلقته من أجلكِ أنتِ متخيلاً أننى سأرى ألسنة نيران وأبخرة دخان متصاعدة لأجد فى النهاية «شوية دخان غلابة طالعين من الأرض»، لينفجر كلانا بالضحك وتظل قصة صعودنا للجبل مصدراً لضحكاتنا معاً. تتنوع المواقف بيننا لكن أكثرها غرابة وطرفة فى نفس الوقت حين قررت أن أعزم زوجتى على العشاء وبعد خروجنا وتناولنا الطعام اكتشفت أننى نسيت «المحفظة»لأضطر لتركها فى المطعم وأعود بالمحفظة والنقود، كم مرت علينا لحظات من الحب والصدق ولكن أكثرها تأثيراً وتذكراً لحظة كتب كتابنا لأجدنى أمام ملاك غاية فى الجمال والرقة..
أتذكرها يوم عرض مشروع تخرجى فى الجامعة وكانت مدة المسرحية التى حملت اسم «مرة واحد» ساعة، ولأنها (مونودراما) فقد كنت الممثل الوحيد فيها وكانت من إخراجى، وفضل من الله ربنا أوجدك بجانبى وقتها لأحصل على تقدير امتياز، لكن الامتياز الحقيقى أن أكرمنى الله بكِ، «ربنا يخليكى ليا، انتى وجد وجدة يوسف ويا رب أقدر أكون زوج صالح ولطيف زيك وأعرف أرد ربع جدعنتك معايا»، وأخيراً والحمد لله ربنا كرمنا بـ«يوسف» أحلى حاجة فى حياتنا.