«شكرى» خلال لقاء بـ«أفريقية النواب»: «نحتاج الدبلوماسية الشعبية والبرلمانية»
«شكرى» خلال اجتماع «أفريقية النواب»
كشفت مصادر برلمانية مطلعة لـ«الوطن» عن كواليس اللقاء الذى جمع وزير الخارجية سامح شكرى، مساء أمس الأول، بأعضاء لجنة الشئون الأفريقية فى مجلس النواب، بحضور قيادات لجنتى «الدفاع والأمن القومى» و«الشئون العربية»، مشيرة إلى أن الوزير أكد خلال اللقاء أنه بحاجة إلى «الدبلوماسية الشعبية والبرلمانية» فى أفريقيا، وأصدر أوامره لمسئولى الوزارة بالتواصل مع اللجنة فى أى وقت، إلا أنه لم يعطِ كثيراً من المعلومات فى هذا الملف.
الوزير يرفض الإفصاح عن موعد محدّد لتسليم دراسات «سد النهضة».. ويؤكد: «مش عايز الناس تقلق».. ومصادر: «شكرى» طلب الاجتماع مع اللجنة بعد تهديدها بـ«لقاء الرئيس»
وكان أعضاء لجنة الشئون الأفريقية بالبرلمان، قد شنّوا هجوماً على وزير الخارجية، بسبب ما وصفوه بـ«تعمّده تجاهل اللجنة»، وعدم إطلاعها على مستجدات ملف «سد النهضة». وطالب النائب مصطفى الجندى، رئيس اللجنة، فى أحد الاجتماعات، بضرورة مقابلة الرئيس عبدالفتاح السيسى، لمعرفة الرؤية السياسية تجاه دول حوض النيل، إلا أن رئيس الوزراء، وفقاً للمصادر، تدخل ووعد الدكتور على عبدالعال، رئيس المجلس، بأن الوزير سيمثل أمام اللجنة فى أقرب وقت، لطرح أجندته تجاه ملف مياه النيل والعلاقات المصرية - الأفريقية. وعلمت «الوطن» أن وزير الخارجية بادر بطلب عقد اجتماع عاجل مع اللجنة البرلمانية، قبل سفره خارج البلاد، واستمر لقاؤه مع النواب لمدة ساعة، وسافر بعدها تاركاً مسئولى الملف الأفريقى بالوزارة لاستكمال الاجتماع الذى استمر نحو 3 ساعات. وأشارت المصادر إلى أن الوزير كان «دبلوماسياً» خلال اللقاء، إلا أنه لم يعطِ الكثير من المعلومات المحدّدة حول ملف العلاقات المصرية - الأفريقية ومياه النيل.
وقال الوزير فى الاجتماع الذى حضره رئيسا لجنتى «الدفاع والأمن القومى» و«الشئون العربية»، وفقاً للمصادر، إن «هناك تغييرات تحدث بالفعل فى ما يتعلق بملف سد النهضة»، لكن «مش عايز الناس تقلق»، مشيراً إلى أن «ما حققته مصر فى هذا الملف نقاط نجاح، وليست نقاط فشل على الإطلاق، واللجنة الفنية الخاصة بـ«سد النهضة» أوشكت على الانتهاء من دراساتها، وستتسلمها مصر قريباً، (رافضاً الإفصاح عن الموعد المحدّد)، لافتاً إلى أن الاتفاقية الإطارية الموقّعة لها قوة القانون، والدول الموقعة تسير بمبدأ «لا ضرر ولا ضرار». واستطرد الوزير: «مصر بعد ثورة 30 يونيو، كانت تبدأ علاقاتها مع الأشقاء الأفارقة من (الصفر)، بسبب الإهمال الشديد للقارة قبل 25 يناير، وهو ما (أضعفنا) وأتاح الفرصة أمام المنافسين لنا فى القارة، وهو ما أدركه الرئيس عبدالفتاح السيسى، الذى يؤكد فى خطاباته عمق العلاقات مع أفريقيا وتعزيز التعاون المشترك معها، وهو ما بدأت تلمسه الدول الأفريقية بالفعل».
واشتكى أعضاء «اللجنة الأفريقية» من عدم تعامل الوزارة معهم بدعوى السرية، قائلين للوزير: «مفيش حاجة سر على برلمان الشعب»، وهو ما ردّ عليه وزير الخارجية، حسب المصادر، مؤكداً أنه «يعى جيداً أهمية اللجنة الأفريقية فى هذا التوقيت»، وأصدر أوامره خلال الاجتماع إلى مسئولى الوزارة بالتواصل مع اللجنة فى أى وقت.
وأضاف الوزير أنه «بحاجة إلى الدبلوماسية الشعبية والبرلمانية فى أفريقيا»، مشيداً بـ«جمعيات الصداقة البرلمانية» مع دول القارة السمراء، قائلاً: «هنستفيد بالوفود البرلمانية، والسفراء فى أفريقيا سيكون لهم أرضية شعبية وبرلمانية قوية»، مؤكداً أنه سيعمل على مساندة هذه الجمعيات وتقديم التسهيلات لها بشكل كامل، لأنها ستلعب دوراً مهماً يصب فى مصلحة العمق الاستراتيجى المصرى الأفريقى. وأشار «شكرى» إلى وجود ما يُسمى باللجنة العليا لمياه النيل تضم داخلها وزارتى «الخارجية» و«الرى»، و«المخابرات»، واعداً «أفريقية النواب» بتوجيه دعوة إليهم للقاءات قريبة، وبحث آلية التنسيق، فضلاً عن تنظيم لقاء بـ«الخارجية»، ودعوة السفراء الأفارقة لدى مصر، وكذلك أعضاء اللجنة، لتدعيم أواصر العلاقات، بما يخدم الأمن القومى. من ناحية أخرى، قالت مصادر باللجنة إنها بصدد إعلان تأسيس «جمعية الصداقة البرلمانية بين مصر وإثيوبيا»، رسمياً، وتنظيم زيارات متبادلة بين البرلمانين فى أقرب وقت.
وقال النائب مصطفى الجندى، رئيس اللجنة، لـ«الوطن»: «أفريقيا هى العمود الفقرى ونقطة الارتكاز للدولة المصرية، وبالتالى فإن ملف العلاقات المتبادلة معها فى جميع المجالات يدخل فى نطاق الأمن القومى، ويجب أن تتجه الأنظار إلى هذه القارة العاشقة لمصر والمصريين»، مشيراً إلى أن لجنة الشئون الأفريقية فى البرلمان تضع ذلك نُصب عينيها.
وأشار «الجندى» إلى نية اللجنة عقد جلسات استماع مع جميع الوزراء للارتقاء بملف «مصر - أفريقيا»، ومن بينهم وزير التربية التعليم، نظراً إلى أهمية تدريس تاريخ أفريقيا للطلاب، ليعلموا جذورهم الحقيقية، على حد قوله.
وقال النائب ماجد أبوالخير، أمين سر اللجنة: إن «المرحلة الراهنة تستوجب توجيه الأنظار إلى أفريقيا، وتدعيم أواصر العلاقات التاريخية معها، التى تم إهمالها خلال السنوات الماضية، والاعتماد على الثقافة والفن والرياضة والصناعة والاستثمار والزراعة، للعودة إلى أحضان القارة السمراء»، مشيراً إلى أن اللجنة الأفريقية ستعمل على توطيد هذه العلاقات من خلال جمعيات الصداقة البرلمانية، مشدداً على أن «الحكومة يجب أن تعى جيداً أهمية لجنة الشئون الأفريقية ومساندتها فى الملفات الخاصة بمياه النيل وسد النهضة».