نسبة 1% من الرجال حول العالم يصابون بـ"سرطان الثدي"
كثير من الناس لا يعرفون أن الذكور قد يصابون بسرطان الثدي، غير مدركين أن السرطان هو ورم خبيث يبدأ من "خلايا الثدي"، أو مجموعة من الخلايا السرطانية التي تنمو وتغزو الأنسجة المحيطة، أو تنتشر لمناطق بعيدة في الجسم.
ولفهم ذلك، يجب معرفة بعض المعلومات عن التركيب الطبيعي للثدي، والذي يتكون من "غدد منتجة للبن في النساء"، والقنوات الناقلة، وهي أنابيب صغيرة تعمل على نقل اللبن من الغدد إلى الحلمات، ثم الأنسجة الدهنية والأنسجة الضامة المحيطة بالقنوات والغدد، والأوعية الدموية، وأخيرا الأوعية اللمفاوية.
حتى سن البلوغ، وعادة ما يكون بين 13 إلى 14 عاما، يكون لدى الفتيات والفتيان الصغار كمية صغيرة من نسيج الثدي، تتكون من عدد قليل من القنوات، موجودة أسفل الحلمات، وفي الهالات المحيطة بها، وفي سن البلوغ تفرز الفتيات هرمونات أنثوية، تتسبب في نمو قنوات الثدي وتشكيل الغدد في نهاية تلك القنوات، كما تعمل على زيادة كمية الأنسجة الدهنية والضامة واللمفاوية، على عكس الفتيان، حيث تفرز أجسادهم هرمونات ذكورية والتي تحفظ نسيج الثدي من النمو، إلا أنه تكون هناك قنوات، لكنها تكون قليلة، في حالة وجود غدد منتجة للبن، بشكل نادر.
وبهذا الشكل فإن سرطان الثدي يكون أقل شيوعا لدى الرجال، كذلك فإن مستويات إفراز الهرمونات الأنثوية التي تؤثر على نمو الثدي، أقل في الرجال كثيرا جدا عنها في النساء، إلا أن المشكلة الرئيسية هي أن سرطان الثدي لدى الرجال يتم تشخيصه في مراحل متأخرة مقارنة بمرحلة تشخيصه لدى النساء، قد يكون سبب ذلك هو أن الرجال هم أقل حساسية ووعيا لتشخيص التورمات في الأنسجة في هذه المنطقة من جسمهم مقارنة بالنساء، إضافة إلى ذلك، من الصعب تحسس الأنسجة القليلة الموجودة لدى الرجال، الأمر الذي يزيد من صعوبة الكشف المبكر عن المرض، ما يتيح للأورام السرطانية الانتشار بسرعة إلى الأنسجة الدهنية المحيطة بها.
وعن أعراض سرطان الثدي عند الرجال، فإنها مشابهة لتلك لدى النساء، وتشخص معظم حالات سرطان الثدي لدى الرجال عند اكتشاف كتلة في أنسجة الثدي لديهم، ولكن الرجال، بشكل مشابه للنساء، يميلون إلى التوجه إلى الفحص لدى الطبيب فقط بعد ظهور أعراض أكثر خطورة مثل نزيف من الحلمة، وظهور تغييرات في الجلد في المنطقة الموجودة فوق الورم السرطاني، ولدى جزء كبير من الرجال، يكون الورم في هذه المرحلة قد انتشر إلى العقد اللمفاوية المجاورة له.
وهناك أنواع مختلفة لسرطان الثدي الذي يصيب الرجال، منها:
1- سرطان القنوات الناقلة أو ما يسمى اختصارا DCIS، وفيه تتشكل الخلايا السرطانية في القنوات الناقلة، ولكنها لا تنمو خلال جدران تلك الأنابيب إلى الأنسجة الدهنية، أو أن تنتشر خارج الثدي، وفي هذا النوع تبلغ نسبة الشفاء 1 إلى 10 من الحالات، كما أنه قابل الشفاء بالجراحة.
2- سرطان القنوات الناقلة المتسلل، ويسمى اختصارا IDC، وفيه تنمو الخلايا السرطانية خلال جدران القنوات الناقلة، وتنتقل إلى الأنسجة الدهنية المحيطة، كما يمكنها الانتقال لأجزاء أخرى في الجسم، وتبلغ نسبتها، ما بين 8 إلى 10 حالات، في حالة الإصابة سرطان ثدي لدى الرجال.
3- سرطان الغدد المتسلل، ILC، وهو يبدأ عند الرجال من مجموعة من الغدد، التي تكون وظيفتها إنتاج اللبن لدى النساء، وينمو في ألأنسجة الدهنية للثدي، وهو نادر جدا في الرجال، حيث تبلغ نسبة الإصابة به 2%، لأن الرجال في العادة ليست لديهم تلك أنسجة تلك الغدد بوفرة.
4- مرض باجيت، وهو نوع يبدأ من القنوات وينتشر حتى الحلمات، وقد ينتشر إلى الهالات الداكنة حول الحلمة، ويظهر جلد الحلمات في هذه الحالة أحمر اللون، مغطى بالقشور، ويثير الحكة، كما يحدث نزيف مصاحب لذلك.
5- سرطان الثدي الملتهب، وهو نوع نادر الحدوث، إلا أنه عدواني جدا، ويصيب الثدي بالتورم وارتفاع الحرارة، ويضفي عليه اللون الأحمر، وعند الضغط عليه يستشعر المريض ألما هائلا، وهو على كل حال نادر الحدوث جدا مع الرجال.