النقراشى المنجد رسم مرسى قاعد على كرسى كله تعابين
يعرفه الثوار جيداً، ويعرفون رسومه التى يحملها دوماً إلى ميدانهم، حين يظهر يسألونه: راسم إيه المرة دى يا عم النقراشى؟.. فيبتسم ويشير إليهم بلوحته التى تحمل هدفه من نزول المليونية.
اسمه محمد النقراشى، يواكب الثورة فى الميدان لحظة بلحظة، ويعبر عنها على طريقته، عمره 59 سنة، ويعمل «منجد إفرنجى» فى منطقة شبرا، لكن عمله لا يمنعه من نزول الميدان والتعبير عن رأيه، فالميدان بالنسبة له «زى الميه والهوا، أنا هنا من 25 يناير، ومش هاسيبه أبداً» مؤشرات نجاح الدكتور محمد مرسى بالنسبة له، صورية، لا قيمة لها، لأنه يراه رئيس بلا صلاحيات أو مهام، وهو الهدف من مليونية الأمس، رفض الإعلان الدستورى المكمل، والذى عبّر عنه فى لوحته الأخيرة «كرسى بلا حرية كامرأة مفترية» وكتب على لوحته التى بدأ فى رسمها مع المؤشرات الأولى للنتائج، «مبروك وكان الله فى العون، كرسى بلا حرية كامرأة مفترية، تسقط المؤسسة العسكرية المفترية».
لم تخرج لوحته عن مجال عمله، فقد رسم مرسى جالساً على كرسى بلا «قعدة» مجرد حبل جلس عليه مرسى يتلافى به السقوط وسط الثعابين الكاكى التى تحيط بكرسيه وتنوى التهامه فور سقوطه.
لا يجرؤ النقراشى على عرض لوحاته - التى زادت على 200 - إلا فى ميدان التحرير «عمرى ما خرجت بيها بره الميدان، عشان فيها انتقاد قوى للمجلس العسكرى، وبسببها كنت هاتمسك كذا مرة، لما كانت الشرطة تهجم على الميدان، لكن الثوار بينقذونى دايماً».
يرفض الرجل وصف رواد التحرير بأنهم «من غير شغلة ولا مشغلة»..ويدافع قائلاً: الناس الفاضية هى اللى بتيجى المغرب، وتمشى على طول، إنما فى المليونيات الأحرار بس همّ اللى بيكونوا موجودين، ومفيش واحد فاضى أو مأجور هاييجى يقضى وقت فراغه فى إنه يتعور أو يموت فى محمد محمود والعباسية، وغيرها، ما يعملش كده غير الأحرار بس.
فى وسط الناس وقف عم النقراشى، يقول: بصراحة كان نفسى شفيق يكسب، عشان كل الناس تقوم، والإخوان يكونوا إيد بإيد معانا، ونتوحد من جديد، بدل ما الثورة تتحول لكلام وبس، وما يبقاش منها رجا تانى.