الإسماعيلية.. المحافظة الأولى فى احترام قواعد المرور
صورة أرشيفية
تعد الإسماعيلية أولى محافظات مصر فى الالتزام بقواعد المرور، حيث اعتاد أبناء المحافظة على التعامل مع الإشارات المرورية وكأنها ضابط شرطة برتبة لواء، إذا منحت المواطن اللون الأخضر تحرك بسيارته فى سهولة ويسر وانسيابية، وإذا أشارت باللون الأحمر توقف الجميع على خط الانتظار فى ثبات واحترام، ولعل الإدارة العامة للمرور أثبتت فى دراسة مسبقة فى مطلع التسعينات، أن الإسماعيلية محافظة رائدة فى احترام قواعد المرور، إذ إن معدلات تسجيل المخالفات فى كسر الإشارات يومياً قليلة جداً وتكاد تكون منعدمة.
ولعل الدكتور عبدالمنعم عمارة، محافظ الإسماعيلية الأسبق، هو أول من أرسى فكرة احترام إشارات المرور داخل المحافظة، خاصة أنه كان أحد أبنائها وعمل على غرس قيم الجمال والفن والنظافة داخلها حتى سارت تسمى باريس الصغرى، وقال «عمارة» إنه كان حريصاً على تشجيع السلوكيات الجميلة التى يملكها مواطنو المحافظة من خلال رصد مكافأة لأى صاحب فكرة جميلة تساعد على إظهار المدينة بشكل لائق، وأضاف لـ«الوطن»: «عندما كنت أتجول فى الشوارع والميادين ليلاً وأرى سائق تاكسى احترم إشارات المرور كنت أتجه إليه وأعطيه مكافأة مالية وأنشر موقفه فى جريدة (القناة) الصحيفة الرسمية للمحافظة، ولأن الإسماعيلية صغيرة كان الخبر ينتشر، إلى أن كررت التجربة بصرف الحافز فانتشرت بشكل كبير وأصبح احترام إشارة المرور عادة لدى مواطنى المحافظة، وأصبحت أهم سمة حضارية تميزه»، وأكد «عمارة» أن السلوك يحتاج إلى تطبيق مبدأ الصواب والعقاب حتى يخرج المشهد بشكل لائق.
الكاميرات لم ترصد حالة واحدة لكسر الإشارة والمدينة تطبق قواعد أوروبية شديدة الانضباط
وقال اللواء فكرى حافظ، مدير مرور الإسماعيلية الأسبق، وقائد التخطيط المرورى والمحورى للمحافظة، إن أول إشارة تم وضعها فى المحافظة كانت أمام استراحة المحافظ بشارع محمد على، والأخرى بشارع شبين الكوم أمام جراج فورد، وكانت حدثاً مهاً فى الإسماعيلية وبدأ الشارع الإسماعيلى يحترم قواعد المرور، وتعد المحافظة حتى الآن لا تحتاج إلى شرطى مرور لتنظيم الحركة أو مراقبة المواطنين وإجبارهم على الالتزام بقواعد السير والعبور.
وأكد اللواء يس طاهر، محافظ الإسماعيلية، أن أول ما علمه عن المحافظة منذ أن تم ترشيحه لمنصب المحافظ هو احترام أهلها لقواعد المرور، وكل مواطن هنا بداخله فرد شرطة يجبره على الالتزام، مؤكداً أنه عندما تولى المنصب وجد هذا الانطباع حقيقة ولم يجد مواطناً يكسر الإشارة مرة واحدة، ولفت إلى أن مجمل المخالفات التى تحررها إدارة مرور المحافظة والمراقب معظمها بالكاميرات لا يتخللها مخالفات كسر إشارة، ولكن ربما تأتى إلى انتظار خاطئ، أو ملصقات، وما شابه.
وكان «كاى إيريك يوكا»، قائد المجموعة العسكرية بمكتب الاتصال بهيئة الأمم المتحدة، قد زار المحافظة الأسبوع الماضى، وأشاد بالالتزام المرورى فيها، مؤكداً أنه لم يرَ هذا الجمال والرقى داخل العديد من دول أوروبا، مؤكداً أن المحافظة بالفعل تستحق لقب «باريس الصغرى».