رئيس «اتحاد الصيادلة العرب» السابق: مصر صاحبة «المصلحة الأولى» فى إيجاد تكامل عربى فى «صناعة الدواء»
الدكتور ربيع حسونة
قال الدكتور ربيع حسونة، رئيس «اتحاد الصيادلة العرب» السابق، عضو المكتب السياسى لـ«تيار المستقبل» اللبنانى، إن مصر هى صاحبة «المصلحة الأولى» فى إيجاد تكامل عربى فى «صناعة الدواء»، لأنها تملك أفضل كفاءات وأرخص عمالة وأحسن حوافز للصناعة فى المنطقة العربية، علاوة على الموقع الاستراتيجى. وأضاف «ربيع»، فى حوار لـ«الوطن»، أن خروج مصر من الساحة السياسية اللبنانية فى السبعينات من القرن الماضى، بعد وفاة الرئيس الراحل عبدالناصر، تسبب فى إحداث فراغ سياسى كبير.. وإلى نص الحوار:
■ بداية.. كيف ترى التقارب المصرى - اللبنانى الذى تجلَّى فى زيارة الرئيس ميشيل عون ورئيس الوزراء سعد الحريرى للقاهرة مؤخراً؟
- أرى أن الزيارات كانت ناجحة بكل المقاييس، وشعب لبنان يحب مصر منذ قديم الأزل، واللبنانيون يعتقدون أن خروج مصر من الساحة السياسية اللبنانية فى الستينات من القرن الماضى مع وفاة الرئيس الراحل عبدالناصر تسبب فى إحداث فراغ سياسى كبير، ونحن نسعى خلال المرحلة المقبلة إلى عودة الحضور «العاطفى» والسياسى والاقتصادى والمهنى المصرى إلى بلادنا، وأعتقد أن اهتمام الرئيس عبدالفتاح السيسى بتطوير العلاقات بين البلدين لتصبح فى أفضل صورها يؤكد أن المرحلة المقبلة ستشهد تحقيق المزيد من الخير للشعبين معاً.
«حسونة»: تجربة القاهرة فى علاج فيروس «سى» مبهرة
■ ما أوجه التعاون بين مصر ولبنان فى مجال الدواء؟
- لبنان تستورد أدوية من مصر بقيمة 54 مليون دولار، وهو رقم ضئيل فى ظل الإمكانيات الكبيرة للبلدين، حيث تستورد لبنان الدواء المصرى منذ 20 عاماً دون حدوث أى مشكلة فى هذا الصدد، وعقب زيارة رئيس الوزراء اللبنانى سعد الحريرى إلى مصر تم الاتفاق على تأسيس «الشركة المصرية - اللبنانية للتجارة والاستثمار» فى بيروت، التى تعد أحد المعالم المهمة التى ستعطى مثالاً للتكامل والشراكة بين الصناعة المصرية الجيدة وبين الخدمة التسويقية الموجودة لدى اللبنانيين، وستساعد بشكل كبير على تصدير المنتجات المصرية إلى السوق الأفريقية، وهى مبادرة ناجحة ونتمنى تعميمها فى كل الدول العربية، وقريباً سيكون للشركة مقر فى القاهرة.
نستورد أدوية مصرية بـ54 مليون دولار.. ووقّعنا 20 عقد تصدير من مصر إلى السنغال وكوت ديفوار وغانا
■ وما دور الشركة فى الأسواق الأفريقية؟
- ستعمل الشركة على تسويق الدواء المصرى واللبنانى إلى الدول الأفريقية، ومؤخراً تم توقيع عقود مع 20 مُصدّر أدوية من مصر إلى السنغال وكوت ديفوار وغانا، حيث تستعين الشركة باللبنانيين المنتشرين فى الدول الأفريقية لإتمام هذه التعاقدات.
■ وما هو تأثير التقارب السياسى على التجارة البينية فى مجال الدواء؟
- عقب زيارة الرئيس اللبنانى ميشيل عون إلى مصر، تم توقيع اتفاقية لتسجيل الدواء اللبنانى فى مصر، والاتفاق على تبادل الخبرات بين البلدين بشأن الدواء، وتأسيس شركة ستعمل على النهوض بقطاع صناعة الدواء فى البلدين، وقريباً سيعقد فى بيروت أول اجتماع لـ«مجلس الأعمال المصرى - اللبنانى» لبحث تبادل الخبرات والتبادل الدوائى والمعرفى بين البلدين، وتفعيل جميع الاتفاقيات التى وقعها زعيما البلدين.
■ قمت خلال زيارتك للقاهرة مؤخراً بتسليم مصر رئاسة «اتحاد الصيادلة العرب».. كيف ترى تأثير ذلك على صناعة الدواء العربية؟
- خلال فترة رئاستى للاتحاد، كنت حريصاً على إعادة مصر للاتحاد وتوليها مسئوليتها التاريخية تجاه المنطقة العربية، خاصة أنها كانت غائبة عن الساحة منذ أكثر من 15 عاماً، كما كنت حريصاً منذ البداية على عقد الجمعية العمومية للاتحاد العام الماضى بمدينة شرم الشيخ، لإيصال رسالة للعالم بأن مصر بلد آمن ومستقر، وأثناء انعقاد هذا المؤتمر شاركت مصر كـ«مراقب»، وتدريجياً عادت لتتولى رئاسة الاتحاد الأسبوع الماضى، لكى تقوم بدورها الريادى والتاريخى فى قيادة المنطقة العربية.
■ وما المهام المطلوب من الاتحاد تنفيذها خلال المرحلة المقبل؟
- أعتقد أن على الاتحاد وضع رؤية مستقبلية لصناعة الدواء العربية، ومضاعفة كميات التصنيع من خلال إيجاد التكامل والتوافق بين الدول العربية المنتجة للدواء، وأن يبتعد الأعضاء عن الخلافات السياسية، لأن تأثيرها سيئ على مهنة الصيدلة، فهناك فكر خاطئ يشاع عن الصيدلى العربى أنه «بائع للدواء» وهو أمر خاطئ، حيث إنه مُصنع ومسئول عن إدارة العلاج، والتجربة المصرية فى علاج فيروس «سى» مبهرة، وهى تؤكد صحة ما نقوله هنا، حيث استطاع مجموعة من الصيادلة الصناعيين وضع خطة للحد من انتشار المرض وعلاج الفيروس بأسعار بسيطة، رغم أن تكلفة هذا العلاج مرتفعة عالمياً، وهذا يرفع الأعباء الصحية عن الدولة والمواطن، ويعطى قيمة مضافة للمجتمع.
■ وأين مسئولية الحكومات عن تحقيق التكامل العربى فى صناعة الدواء؟
- هى بالفعل مسئولية الحكومات العربية، والجهات المعنية بها، ولكن على الاتحاد أن يبحث عن دوره فى تحقيق وتنفيذ مثل هذه الاستراتيجية باعتبار أن صناعة الدواء هى قضية «أمن قومى» للمنطقة العربية برمتها، وجزء من مهام الاتحاد الرئيسية هى الدفاع عن المهنة وتطويرها، وخلق تكامل عربى لكسر احتكار صناعة الدواء العالمية، والعمل على الحد من سيطرة الشركات متعددة الجنسيات عليها، والتحكم فى أسعارها.
■ وكيف يتحقق التكامل بين الدول العربية فى مجال تصنيع الدواء بينما «تتفاوت قدراتها» كما ذكرت؟
- من المهم أن تكون هناك قدرة على استيعاب الآخر، والتكامل معه، دون وجود أى نظرة فوقية، مع الاعتراف بمقدرات وقدرات هذا الآخر، مثلما يفعل الرئيس «السيسى» عبر إيجاد علاقات متوازنة على المستويين الإقليمى والدولى، لتكون هناك فرصة للآخر مهما كان حجمه أو توجهاته السياسية.
ونحن نرى أن مصر هى صاحبة «المصلحة الأولى» فى إيجاد تكامل عربى فى مجال صناعة الأدوية، فهى تملك أفضل الكفاءات وأرخص عمالة وأحسن حوافز.