الشباب يتحدثون عن «خيبة الأمل»: شو إعلامى.. وحقوقنا ضائعة
مؤمن
اختلفت حكايات الشباب مع ملتقيات التوظيف التى تُشرف عليها وزارة القوى العاملة، وانقسم هؤلاء الشباب إلى فئتين، الأولى وجدت فى الملتقى وخرجت منه دون الحصول على فرصة عمل، والثانية صادفها الحظ وقبلت العمل دون توقيع عقد أو تأمين.
محمد سيد، 24 عاماً، حاصل على ليسانس حقوق، يحكى أنه ذهب إلى ملتقى توظيف مرة واحدة، ولكنه قرر بعدها أنه لن يتجه إلى أى ملتقى آخر فى المستقبل، مضيفاً: «ملتقى التوظيف اللى رُحته ده كان فى منطقة فيصل من نحو أسبوعين، وعرفت عنه من على الإنترنت وإنه برعاية محافظ الجيزة ومعاه نائب من البرلمان». ويؤكد «سيد» أن الملتقى أغلبه فرص عمل فنية وأنه تقدم بسيرته الذاتية فى أكثر من 15 شركة بالملتقى، «كنت أى وظيفة بلاقيها حتى لو خارج تخصصى خالص كنت باقدم فيها على أمل إن حد فيهم يكلمنى وأعمل إنترفيو فيها».
«سيد»: مفيش فرص عمل حقيقية ولازم أكون تبع حد عشان أتوظف فى شركة
على الرغم من إعلان ملتقى التوظيف بفيصل عن توفير 20 ألف فرصة عمل للشباب يقول «سيد»: «أول ما دخلت الملتقى لاقيت المحافظ قاعد بيتصور واكتشفت إن كل ده مجرد شو ومفيش فرص عمل حقيقية على أرض الواقع، ومحدش من ساعتها اتصل بيا ولا عبَّرنى»، مؤكداً أنه لا يعرف أحداً ذهب إلى تلك الملتقيات وحصل على فرصة عمل، وأنه فى ملتقى التوظيف الذى أقيم فى فيصل بالجيزة ذهب نحو 2000 شخص وأن هناك صديقاً له أيضاً تخرج من كلية تجارة إنجليزى ولم يتصل به أحد، «كنت رايح ومتفائل جداً وقلت إن فيها فرص للشغل خصوصاً إنى اتخرجت ولسه مخلَّص الجيش، ولاقيت فيها شركات كتير وقلت إنها أكيد حقيقية».
«مؤمن»: بعد اللى شُفته مش هاروح ملتقى تانى.. و«عفيفى»: اشتغلت فرد أمن من غير عقد أو تأمينات
وقرر الشاب العشرينى أنه لن يذهب مجدداً إلى أى ملتقى للتوظيف، وأنه سيذهب إلى الشركات بنفسه بعد أن تأكد من عدم جدوى ملتقيات التوظيف، مضيفاً: «لازم أبقى تبع حد علشان أتوظف فى أى شركة»، موضحاً أنه عندما تقدم بطلب وظيفة إلى إحدى الشركات عن طريق الإنترنت قاموا بالرد عليه على الرغم من أنه تقدم إلى نفس الشركة عن طريق الملتقى ولم يتم الرد عليه. ويتفق معه مؤمن حنفى، 23 عاماً، حاصل على بكالوريوس تجارة إنجليزى، ذهب أيضاً إلى ملتقى التوظيف وقرر عدم تكرارها مرة أخرى، يحكى: «كل شركة فى الملتقى وقفت موظف عادى من الموظفين، وكان المفروض يبقى فى فرد من الموارد البشرية ممثلاً عن الشركة يبقى واقف بدل الموظف، وأنا مش باقلل من الموظفين لكن بجد ماكانش ليهم أى دور فى الملتقى، وكان كله مجرد شو إعلامى أكتر من أنه ملتقى لتوظيف الشباب».
وأوضح «مؤمن» أنه وجد نحو 30 شركة داخل الملتقى من بينها 15 شركة لديها فرص عمل «عمال إنتاج»، وبالتالى لن تناسب تلك الوظيفة الشباب أصحاب المؤهلات العليا، أما باقى فرص العمل المتاحة كانت فى إطار «خدمة العملاء»، والتى يصفها «مؤمن» بأنها متاحة بكثرة على الإنترنت ولا تحتاج إلى ملتقى توظيف لتوفيرها، مضيفاً: «فى شركتين بس فعلاً كانوا موجودين فى الملتقى عايزين شباب بجد لكن بشرط الخبرة، يعنى ما أنا لو كنت خبرة فى المجال كنت هاجى الملتقى ده ليه، وأنا قدمت فى 6 شركات وشركة واحدة بس اللى كلمتنى»، ويواصل «مؤمن» حديثه مؤكداً أن الشركة التى اتصلت به وذهب إليها لإجراء مقابلة لديهم اكتشف أيضاً أنها خدمة عملاء.
ويقول «الشاب العشرينى»: «قلت يمكن ربنا كاتب لنا الخير فى الملتقى ده، وبصراحة فرحت إن فيه شركات كتيرة داخلة فيه، لكن بعد اللى شفته مش هروح ملتقيات للتوظيف تانى.
وعلى الجانب الآخر وقف فريق آخر من الشباب الذين تم تعيينهم بالفعل من خلال أحد ملتقيات التوظيف، لكن خيبة الأمل فى النهاية كانت واحدة، «محمد عفيفى» أحد شباب منطقة حدائق القبة يبلغ من العمر 23 عاماً، أوضح أنه ذهب إلى ملتقى توظيف بمنطقة حلمية الزيتون فى شهر مايو الماضى، قائلاً «عرفت عن ملتقى التوظيف عن طريق ورق كان بيتوزع عندنا فى المنطقة، ورحت هناك فى الميعاد اللى كان محدد فى الورق، وعملت إنترفيو مع أكتر من جهة منها شركات أمن ومطاعم، وكل واحد منهم بلغنى بالورق المطلوب والمكان اللى هقدم فيه»، ورأى «عفيفى» أن أنسب وظيفة له فى الملتقى هى فرد أمن فى إحدى الشركات، وبالفعل ذهب فى اليوم التالى إلى مقر الشركة فى التجمع وقام بإجراء مقابلة عمل مع تقديم الأوراق الخاصة به ومنها شهادة التخرج وإنهاء الخدمة العسكرية وباقى الأوراق الرسمية.
ويتابع «عفيفى»: «تسلمت الشغل من تانى يوم بعد الإنترفيو من غير ما أمضى على أى عقد أو ورقة ومن غير أى تأمينات، وممكن مع أى غلطة أتنقل مكان تانى أو يمشونى خالص»، مشيراً إلى أنه يعمل فرد أمن على مدينة أطفال بالتجمع واتفقت معه الشركة على راتب شهرى 1500 جنيه، وبالفعل حصل عليها من أول شهر عمل، وأنه منذ نحو 3 أشهر ارتفع المرتب 200 جنيه، يصمت برهة ثم يضيف «الشاب العشرينى»: «باشتغل 8 ساعات فى اليوم وليا يوم إجازة فى الأسبوع مش ثابت ممكن آخده أى يوم ما عدا الجمعة، وبادفع من المرتب 10 جنيه مواصلات كل يوم، ومع الأقدمية فى المكان اتنقلت وبقيت باشتغل على كاميرات المراقبة».