«دولى الإخوان» يحشد لاستفتاء «تعزيز أردوغان» وإسلاميون: يدعمون كفيلهم ويحلمون بـ«الخلافة»
مؤتمر سابق لقيادات «دولى الإخوان» الإرهابى فى تركيا
كشفت مصادر إخوانية عن أن التنظيم الدولى للإخوان يسعى بقوة لحشد الأتراك لتأييد الاستفتاء على تعزيز صلاحيات رجب طيب أردوغان، الرئيس التركى، فيما أكد إسلاميون، أن التنظيم يحاول بقدر الإمكان دعم «كفيله» خوفاً من عواقب تقليص سلطاته على مستقبل الإخوان، فضلاً عن أن بعضهم يرون فى تمكينه إحياءً لحلم «الخلافة».
وقالت المصادر الإخوانية، لـ«الوطن»، إن التنظيم الدولى كلف قواعده فى تركيا بدعم الاستفتاء على تعديل الدستور، بالترويج لأهمية تعزيز صلاحيات أردوغان، لمواجهة التحديات التى تمر بها الدولة التركية، ما جعل قواعد التنظيم تشارك فى الحملة الداعمة للاستفتاء، لإقناع المواطنين هناك بالموافقة عليه.
وأوضحت المصادر أن هناك قلقاً بين قيادات التنظيم، من أن رفض التعديلات، سيؤدى لتداعيات سلبية على مستقبل التنظيم وعناصره فى تركيا، وسيقلص من صلاحيات وشعبية أردوغان.
«مرصد الإفتاء»: الإخوان جعلوه «غزوة دينية».. و«عمارة»: موقف التنظيم يتناقض مع تجربته فى حكم مصر.. و«حبيب»: المصلحة «تحكم».. و«بان»: الجماعة تعانى من «الانفصام»
ودافع قطب العربى، أحد الرموز الإخوانية الموجودة فى تركيا، عن تعزيز سلطات أردوغان، قائلاً عبر صفحته على «فيس بوك»، إنه «فى حالة الموافقة على الاستفتاء، فإن أردوغان لن يمس المعارضة، أو يغلق أحزابها، وحتى أوروبا التى تنتفض ضد التعديلات ستهدأ بعد إعلان نتيجتها، وسيسعى الرئيس التركى نفسه لترميم العلاقة معها، وبالتالى علينا أن نتعامل مع المسألة بمنتهى الهدوء».
فى المقابل، قال عمرو عمارة، أحد شباب الإخوان المنشقين، إن دعم التنظيم للاستفتاء على تعزيز صلاحيات أردوغان، يأتى عكس قناعة التنظيم وأفكاره السياسية، لكنه مضطر إلى ذلك، من باب تعزيز صلاحيات وسلطات «كافليه» فى الخارج، لأن فشل الاستفتاء، سيؤثر بالتأكيد على وضع عناصر وقيادات التنظيم الهاربة إلى تركيا.
وأوضح «عمارة» أن التنظيم خلال عام حكمه مصر سعى إلى تحويل النظام إلى برلمانى تدريجياً، بعد أن حصد أغلبية مقاعده فى أعقاب 25 يناير، بهدف السيطرة على الدولة من خلاله، وهو ما يتنافى مع موقف التنظيم الآن فى تركيا من تأييد توسيع نفوذ وصلاحيات رئيسها.
وقال الدكتور محمد حبيب، نائب المرشد العام السابق، إن المصلحة تحكم تنظيم الإخوان، وتحرك موافقه وفقاً للظرف والسياق، والإخوان الآن لا يريدون أن يصطدموا بالنظام التركى، الذى يكفلهم، وبالتالى لا يمكنهم رفض تطلعات المُضيف بل يجب عليهم دعمها، مع أنه خلال فترة حكمه مصر - وكانت له أغلبية البرلمان - دعّم النظام البرلمانى، وتمسك به.
وقال أحمد بان، الباحث فى الجماعات الإسلامية، إن جماعة الإخوان وتنظيمهم الدولى يعانى «الانفصام»، مضيفاً: «لدينا أربع مجموعات، وإخوان تركيا يتصورون أنهم عندما يتملكون أردوغان، سيكون باستطاعتهم نشر أفكارهم، وأصبحوا يُعولون عليه أكثر من محمد مرسى، الرئيس المعزول، والمرشد العام للتنظيم نفسه، على أمل أن يحقق لهم الرئيس التركى حلم الخلافة الموعود».
وكان الأتراك، بدأوا أمس الإدلاء بأصواتهم فى استفتاء على تعديلات دستورية، تهدف إلى تعزيز صلاحيات الرئيس، من شأنها أن تنقل البلاد من النظام البرلمانى إلى الرئاسى، فى خطوة تراها الأحزاب المعارضة انقلاباً على الديمقراطية البرلمانية، فيما تدهورت العلاقات بين تركيا وأوروبا، بسبب الحملات الداعمة للاستفتاء.
من جانبه، أكد مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء، فى تقرير أمس، أن موقف الإخوان من الاستفتاء فى تركيا، دليل على انتهازيتهم وعدم مصداقيتهم أو اتساقهم مع مزاعمهم، ويأتى فى إطار استغلالهم الدين فى الصراع على السلطة، حتى إنهم حولوا الاستفتاء إلى غزوة دينية، ما يدفع بتركيا نحو الصراع الدينى والأيديولوجى.
وأضاف المرصد: «تعج صفحات الإخوان ومناصريهم بالدعاية للتصويت بنعم على التعديلات الدستورية، بزعم الإنجازات التى حققها أردوغان والأخطار التى ستحيق بالإسلام والمسلمين حالةَ عدم الموافقة عليها، رغم أن الأمر لا يعدو كونه محاولة سياسية منه لتوسيع سلطاته بعد أن اعتقل عشرات الآلاف من ضباط الجيش والقضاة وأساتذة الجامعات والمدرسين والعاملين فى مختلف أجهزة الدولة، وفصلهم من أعمالهم، مستغلاً ما وصفه بالانقلاب العسكرى فى يونيو 2016».