«الشناوية» من صناعة السجاد الفاخر إلى معقل الأمراض والأوبئة
على بعد 10 كيلومترات من مدينة بنى سويف تقع قرية الشناوية أسيرة الإهمال والنسيان، القرية التى كانت فى يوم من الأيام معقل صناعة السجاد اليدوى الفاخر والذى كان ينافس السجاد الإيرانى، حولها الإهمال إلى قرية منسية تعانى مثل آلاف القرى فى طول مصر وعرضها، من غياب كافة الخدمات.[Image_2]
القرية التى يقطنها 10 آلاف نسمة وتشتهر أيضاً بزراعة البرتقال واليوسفى الذى يصدر إلى معظم بلدان العالم، كانت فى يوم من الأيام مقصد ملوك وأمراء العالم فى الستينات من القرن الماضى، يزورونها لشراء السجاد الفاخر الذى يحملونه لقصورهم.
أصبحت الشناوية مثالاً حياً على الإهمال الذى ضرب كل شبر فى مصر، لم يهتم المسئولون بتنمية صناعة السجاد فى هذه القرية أو الارتقاء بزراعة البرتقال واليوسفى، ولكن أصبحت صناعة السجاد مهددة بالانقراض، وهجر المزراعون زراعة البرتقال واليوسفى، وتحولت إلى قرية غير منتجة يعانى شبابها من البطالة.
يقول مصطفى زيدان، مدرس رياضيات، من أبناء القرية: «نعانى من انتشار القمامة فى كل شبر فى القرية، وسيارة رفع القمامة لا تأتى سوى مرة واحدة فى الشهر، وأحياناً يمر شهران دون أن تأتى السيارة، وتحولت الأرض الفضاء التى خصصت لإنشاء مدرسة الشناوية الجديدة، إلى مقلب قمامة».
ويضيف: «المصرف الذى يمر داخل القرية يحمل لنا الأمراض والأوبئة، بسبب الحيوانات النافقة التى يلقيها الأهالى فيه».
وأوضح أن أهالى القرية يعانون فى عبور النهر من الشرق إلى الغرب بسب تعطل المعدية التابعة لمجلس المدينة، ويعتمدون على معدية خاصة، تعمل دون أى إشراف على تأمينها مما يشكل خطراً على سلامتهم مع الأحمال الزائدة التى تنقلها من الغرب إلى الشرق، وتنقل المعدية المواشى والسيارات إلى جانب البشر.
ويقول أحمد عبدالحميد سليمان، طالب جامعى: «نعانى من انقطاع المياه بصفة مستمرة، وقدمنا شكاوى إلى المسئولين ولكنهم لا يملكون إلا وعوداً لا تنفذ».
ويقول محمد مصطفى، موظف فى جامعة بنى سويف: «نعيش وسط مستنقع من الأمراض والأوبئة، وتحولت القرية التى اشتهرت بصناعة السجاد والكليم، إلى قرية طاردة للسكان بعد أن كادت هذه الصناعة تنقرض وأصبح عدد العاملين فيها لا يزيد على أصابع اليد الواحدة، وهجر المزارعون الزراعة لأنهم لم يجدوا مزايا تقدم لهم، وباع معظم المزارعين أراضيهم التى تحولت إلى مبانٍ حتى وصل سعر الفدان فى القرية مليون جنيه، وتقلصت الرقعة الزراعية بشكل كبير».
تقول مها سيد محمد، طالبة ثانوى: «أرض مدرسة الشناوية تحولت إلى مقلب قمامة، وأصبحت مأوى للحشرات الزاحفة مما يشكل خطراً كبيراً على الأطفال».
اللواء محمد حسين كامل، رئيس مجلس مدينة ناصر التى تتبعها القرية، يحمل الأهالى سبب انتشار القمامة لأنهم لا يسددون الاشتراك الشهرى الذى لايزيد على 5 جنيهات شهرياً، مما ينتج عنه بطء العمل، بسبب تأخر أعمال صيانة المعدات، ودفع حوافز العاملين، وأضاف: «رغم هذا رفعنا جزءًا كبيراً من القمامة من أرض مدرسة الشناوية، وسوف ننشئ مكانها مشتلاً وحديقة عامة، وننتظر التمويل الجديد».
وقال رئيس المدينة: «هناك إجراءات لإنشاء مرسى جديد فى القرية طبقاً لتعليمات إدارة حماية البيئة، وشراء معدية جديدة لنقل المواطنين، تدخل الخدمة العام المقبل، وسيتم تغطية المصرف الرئيسى فى القرية، بعد وصول التمويل المالى اللازم ضمن الموازنة الجديدة».