الإسكندرية: دعم مشروعات الصرف والنظافة بعد نجاح قوافل «الأرامل والأيتام»
توفير أسطوانات غاز للمحتاجين
ما بين «الأعمال الخيرية» ابتغاءً لوجه الله وإفادة الوطن والمواطنين، أو باعتبارها «سلماً» يصعد عليه الراغبون فى الشهرة، تتأرجح تبرعات رجال الأعمال والقيادات الشعبية فى محافظة الإسكندرية، حيث تتباين مساهماتهم بين تنظيم قوافل طبية، وأخرى للإعاشة، وتقديم الإعانات للأرامل والأيتام والتكفل بهم، ومشروعات للنفع العام، وحل العديد من المشاكل التى يعانى منها قطاع كبير من المواطنين، مثل مشروعات الصرف الصحى، ورفع تراكمات القمامة من الشوارع، والتصدى لمشاكل انقطاع الكهرباء المتكررة، وغيرها من الأزمات التى تتعرض لها الكثير من مناطق الإسكندرية.
وتشهد منطقة «سيدى جابر»، إحدى المناطق الراقية المحاصرة بعدد كبير من العزب والمناطق العشوائية، العديد من المبادرات الخيرية لدعم الفقراء فى تلك العشوائيات، من خلال تنظيم قوافل لتوزيع مواد غذائية على المواطنين بأسعار مخفضة، بالإضافة إلى توفير أسطوانات الغاز للأسر الأكثر احتياجاً، ويتولى رجل الأعمال «محمد السيد رزق»، وهو قبطان سابق ورئيس مجلس إدارة عدد من الشركات الخاصة، إدارة القوافل الخيرية بالمنطقة، باعتباره عضواً بمجلس إدارة جمعية «التوفيق الخيرية»، كما أنه يترأس مجلس إدارة جمعية «توازن للتنمية»، التى تقع تلك العزب ضمن دائرة عملها.
تبرعات رجل الأعمال، سواء ما يقدمها بنفسه أو يجمعها من «فاعلى الخير»، لم تتوقف فقط عند القوافل الغذائية، بل يخصص «شهريات» لعدد من الأرامل والأيتام بالمنطقة، لإعانتهم على متطلبات الحياة، كما يتكفل بعدد آخر من الأطفال دراسياً ورياضياً، خاصة أن كثيرين من أبناء تلك المناطق يحتاجون من يمد يد العون إليهم، لتحسين معيشتهم، ودمجهم فى الحياة العامة، بما يعود بالنفع على مناطقهم.
وتحدث «رزق»، لـ«الوطن»، قائلاً: «إن خدمة المواطنين رسالة نبيلة لكل شخص يحب وطنه، ويسعى إلى أن يجعله الأفضل، دون النظر لأى اعتبارات سياسية أو دينية»، مشدداً على أن «الاعتبارات الإنسانية هى الأقوى والأصدق والأبقى»، مشيراً إلى أنه فى يوم الجمعة من كل أسبوع يتم تنظيم قافلة مختلفة، سواء كانت للمواد الغذائية الأساسية، أو طبية للكشف المبكر على بعض الأمراض المزمنة، التى لا يستطيع أهالى بعض المناطق إجراءها لضيق ذات اليد، أو توفير سيارات محملة بأسطوانات الغاز، وبيعها للمواطنين بأسعار مخفضة، لتخفيف الأعباء عليهم.
«إسكندرية إيد واحدة» تقتحم العشوائيات و«رزق»: «الاعتبارات الإنسانية هى الأصدق والأبقى»
ومن وسط المدينة إلى أطرافها، إذ تُعد مبادرة «إسكندرية إيد واحدة»، إحدى المبادرات التنموية التى لا تنتمى لأى أحزاب أو تيارات سياسية أو دينية، ويقول القائمون عليها إن هدفها الأساسى هو «تعميق المشاركة المجتمعية، والتدخل السريع لحل الأزمات، سواء بالمشاركة الفعالة، أو التبرع المادى، وتقف وراء هذه المبادرة سيدة الأعمال الدكتورة شرين حسان، وبدأت أنشطة المبادرة تنتشر، خلال الآونة الأخيرة، بشكل واضح فى العديد من المناطق العشوائية.
وقالت صاحبة المبادرة إن الهدف منها هو رصد مشاكل المحافظة، من صرف صحى وقمامة وغيرها، ومساعدة الجهات التنفيذية والتنسيق معهم لحل تلك المشاكل، والوصول إلى المناطق العشوائية النائية، التى تبعد عن وسط المدينة، وأكدت أن المبادرة نابعة من المواطنين، ولخدمة الوطن، وتابعت فى حديثها لـ«الوطن» أن المبادرة بدأت عملها فى شوارع الإسكندرية منذ عامين، وتضم عدداً كبيراً من الشباب، الذين يجمع بينهم عشقهم لمدينتهم، ويتطوعون بكل طاقاتهم لتحسينها وتجميلها، دون أى مقابل.
وأضافت «حسان» أن المبادرة تعمل بالجهود الذاتية والتبرعات الشخصية، من خلال إرسال الأهالى شكاوى بالمشاكل التى يعانون منها، من نقص خدمات الصرف الصحى، وتراكمات القمامة، وتوثيق تلك المشاكل بالصور، وإرسالها على صفحة خاصة بالمبادرة على موقع «فيس بوك، أو عبر تطبيق «واتس آب»، وتابعت بقولها: «نتواصل مع الجهات المعنية، ونستأجر سيارات لكسح المياه، أو لرفع القمامة، من خلال التبرعات التى يقدمها أهل الخير، ويتم عمل اللازم لحل المشكلة فى أسرع وقت».
أما رجل الأعمال السكندرى المعروف «عاطف حميدو»، الذى يطلق عليه أبناء منطقة «الرمل» لقب «رجل بدرجة وزير للشئون الاجتماعية»، فتنوعت أعمال الخير التى يقدمها للأهالى، وتخطت مرحلة القوافل أو المساعدات المادية، إلى تقديم رحلات حج وعمرة للفقراء، وتجهيز الفتيات للزواج، وفتح أبواب رزق للعديد من الشبان ممن لا يجدون عملاً، بالإضافة إلى التكفل بعلاج كثير من المرضى، وتكاليف عملياتهم الجراحية.
وأكد «حميدو»، لـ«الوطن»، أن «فعل الخير لا يتطلب الكثير، وإنما يحتاج إنسانية أكثر، ويمكن أن يتم بأقل الإمكانيات، بعيداً عن النظر إلى أى خلافات أو اعتبارات تعوق مساعدة الآخرين»، وأوضح أنه يستغل المناسبات العامة والأعياد لإدخال الفرحة على قلوب أهالى منطقته، ممن يحتاجون المساعدة، وضرب مثالاً بتنظيم احتفالية فى «عيد الأم» لتكريم عدد كبير من الأمهات والأرامل، ومحاولة تعويضهن عن جهودهن فى تربية أبنائهن، بالإضافة إلى تكفله بتجهيز عدد كبير من الفتيات المقبلات على الزواج سنوياً.