بورسعيد.. فيلات أثرية ذات تراث معمارى فريد.. ومهجورة
ثروة أثرية مهدرة فى بورسعيد
بينما تعانى بورسعيد من ندرة الأراضى المملوكة للدولة، والصالحة للبناء عليها، تتوافر بالمحافظة استراحات وفيلل أثرية مخصصة لإقامة المسئولين التنفيذيين، ورغم أنها ذات قيمة مادية عالية، إلا أن بعضها غير مُستغل نهائياً، ومهجور مثل فيلا الرئيس الراحل أنور السادات التى زارها مرتين أو أكثر فى حياته وأغلقت حتى اليوم.
أغلب هذه المبانى يقع فى حى «الإفرنج» أو الشرق، أرقى أحياء بورسعيد ومدينة بورفؤاد، وتتبع هيئة قناة السويس باعتبارها بنيت أثناء حفر القناة على يد الفرنسيين، ولذلك تعتبر من التراث ثم آلت للهيئة بعد تأميمها، وبدورها تبرعت الهيئة بها للمسئولين للإقامة فيها، منهم محافظ بورسعيد ومدير الأمن والمحكمة الإدارية. اللواء مجدى نصر الدين، المحافظ السابق ابن بورسعيد، رفض أن يقيم بالفيلا أثناء توليه المنصب لأنه من أهل المحافظة ولديه شقة يسكن بها، فيما حرصت المحافظة على تغيير أثاثات الفيلا كلها المكونة من 3 طوابق وتطويرها فى عهد المحافظ الحالى.
«القاضى»: فيلا السادات تتبع قناة السويس ويجب تحويلها إلى متحف.. وفيلا أخرى منسوبة بالخطأ إلى «ديليسبس»
ويوضح المهندس إبراهيم صالح، أحد المهتمين بتراث بورسعيد، أن المحافظة تخصص لمنصب المحافظ 3 فيلات، منها استراحة حى الشرق، وهى تراث معمارى فريد وتملكها هيئة قناة السويس، وأعطتها للمحافظة لإقامة المحافظ فيها، ويضيف أن المحافظة تخصص أيضاً فيلا أخرى فى قرية «مرحبا» التابعة للجهاز التنفيذى للمنطقة الحرة وتعتبر «VIB» وأيضاً توجد فيلا أخرى فى قرية الفردوس.
وتابع قائلاً إنه يمكن أن تتنازل المحافظة عن فيلتين ويتم استئجارهما، خاصة الفيلا الكائنة بحى الشرق، بحيث يؤجرها أى مستثمر، بما لا يقل عن 2 مليون جنيه سنوياً، أو تقام بها أى أعمال فنية، وأضاف أنه تفقد الفيلا فى السبعينات أثناء إجراء أعمال تطوير فيها فى عهد اللواء عبدالرحمن فرماوى، وعندما تولى السيد سرحان المنصب سنة 1977، رفض الإقامة فيها لأنه بورسعيدى وله سكن خاص بالمحافظة. وأوضح أنه يتم احتكار وحدات الجهاز التنفيذى الممثلة فى شاليهات المعمورة ويسكن بها مسئولون، منهم رؤساء أحياء الجنوب والعرب والمناخ والزهور وسكرتير عام من أبناء بورسعيد وسكرتير مساعد وفيلات فى قريتى الفردوس، فى حين أنه يمكن الاستفادة من إيجارها والانتفاع منها بما لا يقل عن 400 ألف جنيه سنوياً. وأكد أن المحافظ يمكن أن يتواصل مع جمعية الحفاظ على التراث التاريخى ببورسعيد لوضع تصور يناسبهم مثل فيلا «السادات» المغلقة، حيث كان يقضى أياماً فى الصيف فيها، وكانت مطلة على البحر مباشرة قبل بناء مبانٍ أمامها وحاول مهندس مسئول بالهيئة اختيارها كسكن إدارى له لكن حفاظاً على تاريخ «السادات» تم إخراجه منها. وأكمل «صالح» القول بأنه يمكن الاستفادة من الفيلا فى تحويلها لمتحف يحكى تاريخ حقبة «السادات» وإعلان بورسعيد مدينة حرة للاستثمار والمشروعات الصناعية، وكل ما هو يخص الرئيس الراحل خاصة فى بورسعيد.
ويقول ضياء القاضى، المؤرخ البورسعيدى، إن فيلا «السادات» كانت تتبع هيئة قناة السويس قبل وبعد التأميم، وعندما تولى «السادات» الحكم أصبحت استراحة له، وبها بعض متعلقاته، ولذلك من الواجب تحويلها إلى متحف للإنجازات التى تمت فى بورسعيد خلال فترة حكم «السادات».
وتابع قائلاً إنه يوجد أيضاً فيلا يطلق عليها أهل بورسعيد بالخطأ «فيلا ديليسبس» بشارع صلاح سالم والحرية وهى فى الحقيقة لصاحبها «فيردناند إسيه» وبنيت فى أراضى طرح البحر عام 1940 بعد حفر القناة وفترة «ديليسبس»، وأضاف أنها ذات طابع معمارى فريد من الطراز «القوطى» وهو نوع من أنواع العمارة الأوروبية ويتخلل جدارها الخارجى والداخلى مجموعة من النقوش الفسيفساء المذهبة النادرة وبها سقفان بحيث يسمح بالتهوية صيفاً ويغلق السقف الداخلى للتدفئة شتاءً وهو نظام فريد لا يتبع إلا فى دول الشمال الأوروبية.
ويحكى «القاضى» قائلاً: «قمت بدخولها فى فترة الثمانينات قبل بيع مالكها الأول لآخر جديد، ولذلك يجب الحفاظ عليها والتصدى لهدمها وبيعها لبناء الأبراج الحديثة مكانها، ويمكن التفاوض مع مالك هذه الفيلا لتحويلها لمتحف يحكى التاريخ فى هذه الحقبة فى بورسعيد لتنشيط السياحة فى بورسعيد».
المهندس عبدالفتاح عبدالعاطى، مدير التخطيط العمرانى السابق وصاحب مخطط تطوير بورسعيد مدينة عالمية، طالب بتوفير مساكن إدارية لكبار المغتربين فقط وتجميعها فى مكان واحد، واستغلال الاستراحات التى تُقدر بملايين الجنيهات.
خاصة أن أرض بورسعيد أغلى منطقة فى الشرق الأوسط وقيمتها أصبحت أضعاف قيمة تكلفة البناء عليها لموقعها الجغرافى المتميز وتعتبر من ضمن أوائل المدن المحدودة المتميزة وأرضها مرتفعة الأسعار على مستوى العالم. وأوضح أنه قدم للمسئولين منذ عهد المحافظ السابق سامى خضير وحتى المحافظ الحالى دراسة لاستغلال الأرض والأماكن المهجورة، التى عليها الاستراحات، خاصة مساكن المعمورة والأرض المواجهة لحى الشرق التى تسكنها الحيوانات الضالة بشكل رأسى واستثمارى لتجلب إضافة لبورسعيد كقاطرة للتنمية فى مصر، وأسف أن لا تستغل الدراسة.