ورحل عبد المعطي بيومي.. العالم الذي كان يشعر بـ"ليبراليته" حين يقرأ القرآن
"أنا ليبرالي مسلم"، قالها عالم جليل، فقدنا اليوم رؤيته الوسطية للإسلام، وأفكاره المستنيرة، برحيله عن عالمنا مساء اليوم. إنه الدكتور عبد المعطي بيومي، عضو مجمع البحوث الإسلامية، الذي تقلد مناصب رفيعة في مؤسسة الأهر الشريف، على مدار 40 عاماً وأكثر.
ولد بيومي في محافظة كفرالشيخ، في 21 يوليو 1940، وتتلمذ في صغره على يد مجموعة من شيوخ الأزهر الشريف، منهم الشيخ عبد المنعم حجاب، والشيخ عبدالمنعم النمر، وشيخ الأزهر السابق الدكتور محمد عبد الرحمن بيصار.
ودرس بيومي بكلية أصول الدين جامعة الأزهر، وتدرج في المناصب الأكاديمية، فبدأ مدرسا في كلية أصول الدين عام 1972، ثم أستاذا مساعدا، ثم أستاذا، بعدها عين وكيلاً لكلية أصول الدين لثلاث مرات، بعدها عميدا لكلية أصول الدين، ثلاث مرات كان آخرها في عام 2003.
وكان الشيخ الراحل صحفياً بارعاً، فعمل محرراً بمجلة الوعي الإسلامي عام 1965، كما تقلد منصب رئيس تحرير مجلة الأزهر، ورئيس تحرير مجلة منبر الإسلام المصرية مرتين.
وكتب بيومي عددا من المؤلفات الإسلامية أهمها، كيف يعمل القرآن فى هذا العصر، والسببية عند الإمام الغزالي، والسبق الفلسفي اليوناني. ومن مؤلفاته يعرف القارئ مقدار وسطيته، فهو دائماً ما كان ينادي بمدنية الدولة، ويؤكد أن المجتمع الإسلامي مجتمع مدني بالأساس، وأنه شعر بليبراليته عندما قرأ القرآن الكريم، على حد قوله.
رحلة الشيخ بيومي، وصلت إلى نهايتها، في يوم مبارك، وشهر كريم، وكأنها رسالة القدرية إلينا، إذ تصعد روح الشيخ بيومي إلى بارئها، تحمل رسالتها، "كن في الحياة كعابر سبيل واترك وراءك كل أثر جميل فما نحن في الدنيا إلا ضيوف".