مقبرة «أجداد مدحت» تتحول إلى «ورشة»: «عليه العوض»
المقبرة تحولت إلى ورشة «جبس»
لم يتخيل الدكتور أحمد مدحت، أستاذ جراحة العيون بـ«طب القاهرة»، أنه سيدخل يوماً ما فى تلك المواجهة المستفزة مع «محتل» قرّر تحويل مقبرة الأسرة فى منطقة الإمام الشافعى إلى «ورشة جبس». واقع قبيح حاول الطبيب الغاضب تغييره، تارة بمساعدة النيابة، وأخرى بقرارات المحافظة، لكن بدا أن «المحتل» أقوى من الجميع.
المقبرة التى تضم رفات العائلة تعرّضت فى نهاية التسعينات لتسرّب مياه، أجبرهم على نقل الرفات إلى مقبرة أخرى، تمهيداً لإصلاحها، وما هى إلا سنوات حتى قرّر «جباس» أن يحوّل المقبرة التى ظلت لسنوات قيد التجديد، إلى ورشة جبس لإنتاج «الكرانيش والفرم». لم يصدق الطبيب عينه: «قلت له إنت بتعمل إيه هنا؟ قال لى باشتغل فى الورشة بتاعتى، قلت له دى مقبرة، قال ما أنا مأجرها من أصحابها، قلت له أنا صاحبها».
جراح العيون: سطا عليها «جبّاس» أثناء تجديدها
حوار عبثى، وتصميم عنيف من الجباس، وشقيقه، على عدم الرحيل: «لجأنا للمحافظة واشتكينا وفعلاً طلع قرار بطرده، وجات معانا قوة من القسم وسلمتنا المقبرة، قفلناها بالقفل وروّحنا، جينا تانى يوم لاقيناه رجع وجاب أسرته معاه». رحلة من الشكوى دخلت عامها الثامن، حصل خلالها جراح العيون على 4 قرارات من المحافظة والنيابة بشأن مقبرة جده، إزالة وتمكين وطرد وعدم تعرّض، لكن أياً منها لم يُنفّذ: «بالف بالقرارات على المحافظة، والقسم، هنا يقولوا مش فاضيين، وهنا يقولوا عندنا حاجات أهم».
لعل هذا ما دفع الطبيب لمحاولة حل المشكلة بطريقة مختلفة: «عرضت على الراجل فلوس ويمشى، قلت له هاديك خمس آلاف جنيه، قال لى لأ، 100 ألف وإلا هافضل قاعد»، مسألة بدت مستحيلة للطبيب الذى ما زال يحتفظ بالقرارات الأربعة الصادرة فى تواريخ مختلفة: «هبلّهم وأشرب ميتهم، عليه العوض ومنه العوض».