نفس اللص ونفس الكلاب، حينما التهم اللص الإسرائيلى «فلسطين» عام 1948 بمساعدة الكلاب فى بريطانيا وفرنسا، وحينما غزت إسرائيل سيناء عام 1956 بمساعدة بريطانيا وفرنسا، وقتها كان رئيس أمريكا «أيزنهاور» يريد أن يقول لفرنسا وإنجلترا وإسرائيل: «أنا الزعيم»، فتنازلت له بريطانيا عن الزعامة، ليعاود اللص والكلاب غزو مصر وسوريا والأردن ولبنان وفلسطين عام 1967، نفس اللص الإسرائيلى، ونفس مساندة الكلاب فى الدول الاستعمارية. وتردد وقتها أن خيانة عربية قد حدثت ضد مصر والدول العربية، وقد حدث أن مكّن الجنون الذى سيطر على صدام حسين بغزو الكويت لعودة اللص والكلاب مرة أخرى إلى المنطقة العربية بعد أن كنا نظن أن نظرية اللص والكلاب قد انتهت بانتهاء اللص الإسرائيلى والكلاب المساعدة له والتهام ثلث أراضى دول المواجهة مع إسرائيل، فضلاً عن فلسطين كلها.
ومن يظن أن أمريكا أو إنجلترا أو فرنسا تحرك الأحداث فى المنطقة فهو واهم، اللص الإسرائيلى سيظل هو المحرك الرئيسى للأحداث، وخطته فى تفتيت الدول العربية الواحدة تلو الأخرى بمساعدة الصهيونية العالمية فى أمريكا وإنجلترا وفرنسا، فالخطة تسير على قدم وساق، وقد دمر العراق، ودمر اليمن، ودمر ليبيا، ودمر سوريا، وعلى القائمة دول الخليج ومصر. ويبدو أن أطماعاً إسلامية فى تركيا وإيران أرادت بإرادتها أو غياب وعيها أن تساعد اللص والكلاب فى تنفيذ مخططه، فأخذت السكين من اللص وبدأت فى تقطيع اليمن وسوريا وليبيا قطعاً صغيرة، كل قطعة دويلة عليها خليفة بلحية وبندقية يقول إنه خليفة الله فى الأرض، وعاد زمن الأندلس التى تمزقت ولايات عدة، وكانت عبارة أم الخليفة تصم الآذان حتى الآن: «ابكِ مثل النساء على مُلك لم تدافع عنه مثل الرجال».
إن اللص والكلاب لم يكتفوا بتدمير هذه الدول، ولكن جن جنونهم كيف تفلت مصر من مسلسل التمزيق والتقطيع، وكيف تعود سوريا وتنتصر على مرتزقة اللص والكلاب من خلفاء المسلمين الذين تعددوا حتى أصبح للمسلمين الآن ما يقرب من ألف خليفة، فإن فى كل حارة فى سوريا خليفة، وفى كل حى فى العراق خليفة، وفى كل جبل فى اليمن خليفة، وفى كل ساحل فى ليبيا خلافة إسلامية، وفى نجوع تشاد خليفة، وفى ربوع مالى، وفى إندونيسيا 4 خلفاء، وفى حوارى أذربيجان 10 خلفاء، وفى أفغانستان 100 خليفة، وفى باكستان 150 خليفة، وفى إيران خليفة واحد روح الله آية الله المحفوظ وكيل المهدى الغائب، وفى العراق خليفة روح الله آية الله المحفوظ وكيل المهدى المنتظر، وفى لبنان خليفة روح الله آية الله وكيل المهدى المنتظر، وفى تركيا الخليفة عاشق القصور والحريم وتاج السلطان والدنيا وما فيها والسيف والقلم والشعر والبيداء تعرفه، فمن هو الخليفة المعتصم حتى يجارى الخليفة أردوغان فى حريمه وقصوره وذهبه وفضته وسيوفه، فهل يريد اللص والكلاب غير ذلك؟!
إن اللص الإسرائيلى تمكّن من أوصال كل البلاد العربية ومفاصل كل الدول الإسلامية، حتى إنك تنظر لحديث كل خليفة وتشك أنه كان شيخاً مسلماً أو حاخاماً يهودياً، فهو يحقق حلم اللص وأمل الكلاب فى تفتيت الأمة.
إن اللص والكلاب بعدما استمرأوا العدوان الثلاثى فى 1956 أصابهم الحنين مرة أخرى، فعادوا بالزمن نفسه، ولكن بدون جمال عبدالناصر، عام 2018، ونحن على أعتاب مايو الذى سيحتفل فيه اللص الإسرائيلى بوعد بلفور الذى يقترب من مرور سبعين عاماً على احتلال اللص الإسرائيلى لفلسطين بمساعدة كلاب بريطانيا وفرنسا، وها هو يحتفل بوضع تورتة الاحتفال بعيد ميلاد احتلال فلسطين، ووضع فيها الصواريخ تشتعل بمدن سوريا بدلاً من الشموع وسط تهليل الخلفاء المسلمين السنّة وروح الله وكيل الله الشيعة بأن المسلمين منتصرون، وأنهم فقط يساعدون اللص الإسرائيلى وكلاب الاستعمار معه فى احتلال سوريا لكى يتوب الخونة العرب والمسلمون الذين يعترضون على التهام اللص والكلاب بغداد ودمشق وصنعاء وطرابلس، وهم لا يعلمون، أى هؤلاء الخونة العرب الرافضون، أن احتلال اللص والكلاب عواصم العروبة هو السبيل الوحيد لتحرير القدس!!