سحر مكاوى تكتب: كافأنى «الله»
سحر مكاوى
عملت فى تجارب صحفية عديدة، وتوليت مسئولية تغطية العديد من الوزارات، وحاربت من أجل البقاء ومن أجل أن أحفر اسمى فى عالم الصحافة، الذى طالما حلمت منذ نعومة أظافرى أن ألتحق للعمل به، ولأحقق طموحى وشغفى للعمل ببلاط صاحبة الجلالة، التى شغفت بها منذ أن كان والدى رحمه الله يحضر لنا «الجورنال» يومياً، وكنت أتسابق مع أشقائى لأقرأ «الجورنال» أولاً بمجرد عودة أبى من العمل، فضلاً عن والدتى، متعها الله بالعافية، التى ما زالت حتى الآن تدعمنى وتقترح لى أفكاراً لموضوعات صحفية.
وفى غمار محنة ألمت بى، كافأنى الله بـ«الوطن» للعمل بها، وكأنها رسالة من الله أنى معك ولن أتركك، وكان ذلك فى أول يوليو 2014، التقيت بالأستاذ مجدى الجلاد، رئيس تحرير الجريدة وقت ذلك، الذى قال لى «سحر انتى شاطرة وهتكونى حاجة استغلى فرصة وجودك بالوطن».
وجدت دعماً من زملاء أعزاء يعلمون مقدارهم لدىّ، وتولى الأستاذ محمود مسلم، رئاسة تحرير «الوطن» ووجدت منه دعماً كاملاً «إذا واجهت مشكلة أذهب إليه وأعلم أنه «حقانى»، وحالياً أجزم أن المحنة التى ألمت بى لم تكن إلا منحة من الله عز وجل.
تعلمت فى «الوطن» الكثير، ومررت بتجارب وخبرات كثيرة، تعلمت أن أكون أكثر حرصاً على مصداقية الخبر، وأكثر التزاماً بقوله تعالى «ن والقلم وما يسطرون»، وتوليت مسئولية تغطية أخبار وزارات عديدة وما كدت أحقق نجاحاً بفضل الله ودعم رؤسائى، إلا وتوليت مسئولية ملف آخر، وكانت التجربة الأكثر تأثيراً عملى بملف وزارة الصحة وما عانيته وما حققته وما أثر فىّ من معاناة المرضى ومعاناة الحصول على سرير رعاية مركزة، أو العثور على دواء ناقص لمريض، ولكنها صقلت خبراتى المهنية والحياتية، بالإضافة لكشف قضايا فساد كمستشفيات التكامل التى تنوى الوزارة بيعها للقطاع الخاص، أو تداول محاليل طبية غير مطابقة للمواصفات، تسببت فى مضاعفات صحية خطيرة لعدد من المرضى، وكانت «الوطن» بقياداتها الظهر الذى نستند عليه.
وما زلت أتعلم فى «الوطن»، وأشعر أنى ولدت من جديد فى عالم الصحافة يوم أن التحقت للعمل بجريدة «الوطن»، التى أعتبرها بيتى، وأحاول قدر الإمكان أن أكون على قدر المسئولية للعمل بها.
6 سنوات مرت على «الوطن» التى ولدت فى خضم مرور الوطن الأكبر مصر بظروف انتقالية صعبة، خرجت معها وبها من عنق الزجاجة التى مرت بها مصر، و4 سنوات قضيتها فى جريدتى «الوطن» ولكنها بمثابة عمر كامل بتجاربه التى جعلتنى أشعر أنى أكبر من عمرى الحقيقى بالخبرات التى تعلمتها، شكراً لـ«الوطن»، شكراً لرؤسائى، شكراً لزملائى، دائماً «الوطن قوته بناسه»، كل عام وأنتم أفضل، كل عام وأنتم فى القمة.