العنف في غزة يضع القضية الفلسطينية مجددا في واجهة الاحداث العالمية
العنف في غزة
أعادت أسابيع من المواجهات التي أودت بحياة عشرات الفلسطينيين التركيز على معاناة سكان قطاع غزة، ووضعت القضية الفلسطينية مجددا في واجهة الأحداث العالمية، إلا أن المحللين يشككون في استمرار الاهتمام الدولي بهذا الملف الشائك والمزمن.
وأدت الاحتجاجات الفلسطينية على حدود قطاع غزة إلى استشهاد 62 فلسطينيًا، خلال 24 ساعة وإصابة أكثر من ألفين آخرين الاثنين، بالتزامن مع احتفال إسرائيل بنقل مقر السفارة الأمريكية إلى القدس.
وبذلك ارتفع إلى أكثر من 110 عدد الشهداء الفلسطينيين منذ بدء "مسيرات العودة" في 30 مارس في غزة، حيث يتجمع الآلاف على طول السياج الأمني مع إسرائيل للتظاهر في إطار "مسيرة العودة".
وطغت الاحتجاجات الفلسطينية على خبر نقل السفارة، بينما تناقلت وسائل الاعلام المشاهد المتناقضة بين تدشين ابنة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إيفانكا للسفارة، وبين مقتل عشرات الفلسطينيين على حدود غزة.
وسادت تكهنات حول مفاوضات غير مباشرة تجري بين حركة حماس واسرائيل، في حين ساد الهدوء الحذر الثلاثاء منطقة الحدود مع اسرائيل في قطاع غزة، مع مشاركة بضعة الاف فقط في التجمعات وتسجيل اشتباكات محدودة.
ويبدأ شهر رمضان الخميس ما قد يعني مشاركة اقل في التظاهرات.
- ضغوطات-
ولم يتضح حتى الآن ما إذا كانت هذه التظاهرات ستحدث تأثيرا مهما في مسار حل النزاع الفلسطيني الاسرائيلي.
واقتصرت ردود الفعل حتى الآن على استدعاءات لسفراء مع تنديدات دولية بسقوط هذا العدد الكبير من الضحايا الفلسطينيين.
فقد اتخذت تركيا وأيرلندا وبلجيكا وجنوب إفريقيا خطوات دبلوماسية ضد إسرائيل، بينما دعت دول اخرى الدولة العبرية الى ممارسة ضبط النفس تجاه متظاهرين غير مسلحين.
وعرقلت الولايات المتحدة الإثنين، إصدار بيان لمجلس الأمن يدعو لإجراء تحقيق مستقل لكشف ملابسات أعمال العنف، والقت ادارة ترامب باللوم على حركة حماس.
ويقول مخيمر أبو سعدة، استاذ العلوم السياسية في جامعة الازهر في غزة ان حماس تأمل في تخفيف الحصار الاسرائيلي المفروض على القطاع منذ أكثر من عشر سنوات، وأن تفتح مصر معبر رفح الذي يربط القطاع بالعالم الخارجي والمغلق الا في حالات استثنائية.
وأضاف "نتيجة الضغوطات الدولية المتزايدة، قد تعمل اسرائيل على ايجاد حل للوضع الانساني المتدهور في غزة".
ويرى هيو لوفات من المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية ان ادارة ترامب والقوى العالمية الاخرى فشلت في تقديم موقف موحد.
وقال "اثبت المجتمع الدولي انه غير راغب وغير قادر على كبح تصرفات اسرائيل، ما ادى الى تعزيز موقفها".
ومن جانبه، أشار مارك هيلر من معهد دراسات الامن القومي في جامعة تل ابيب ان حكومة بنيامين نتانياهو، التي تعد الاكثر يمينية في تاريخ اسرائيل، ستقاوم الضغوطات الخارجية.
واوضح "لن تقوم الحكومة بأي شيء رغم الاصوات التي تعالت لتخفيف الحصار كونها لا تعتبر حركة حماس شريكا" للسلام.
وخاضت اسرائيل وحركة حماس التي تحكم القطاع الفقير ثلاث حروب منذ نهاية 2008، ادت الى الحاق اضرار جسيمة بقطاع غزة.
وبدأت حماس باعتماد لغة جديدة تشجع فيها التظاهر على اطراف قطاع غزة.
وتعتبر اسرائيل ان استخدام المتظاهرين للزجاجات الحارقة والعبوات الناسفة دفع الجنود الى اطلاق النار عليهم، كما تؤكد ان جنودها تعرضوا الاثنين لاطلاق نار.
وأصيب جندي اسرائيلي واحد منذ بدء الاحتجاجات في 30 من آذار/مارس الماضي.
وكان من المقرر رسميا انتهاء التظاهرات الثلاثاء، ولكن قادة حماس اكدوا انها ستستمر بطريقة او باخرى.
وتقول ريهام عودة وهي محللة سياسية في غزة "قد نشهد بعض التخفيف عن الحصار، ولكن سيشعر الناس الذين فقدوا ابناءهم بخيبة امل كبيرة".
ويقول محللون ان حماس لا تبحث عن حرب جديدة مع اسرائيل، لانها تعرف ان تأثيرها سيكون مدمرا على الفلسطينيين الذين يعانون اصلا الكثير من الحصار الخانق المفروض عليهم.
ويتابع هيلر "حماس لن ترفع العلم الابيض ولا بد من توقع مواجهات جديدة عاجلا ام آجلا".