خطابات السيسى.. العاطفة قبل السياسة أحياناً
«إنتو نور عينينا.. ماتكسروش بخاطر مصر.. قبل ما تتألموا إحنا نموت الأول»، مفردات جديدة أدخلها الفريق أول عبدالفتاح السيسى القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع، إلى القاموس السياسى، الذى كان يعتمد دائماً على اللغة الفصحى والمصطلحات الاستراتيجية المختارة بعناية، والمُعدّة مسبقاً. خطاب الفريق «السيسى»، أمس الأول بمناسبة احتفالات أكتوبر، جاء معتمداً على لغة الارتجال والتكرار والعامية، كعادته فى خطاباته السابقة، التى أكسبته شعبية واسعة، وفقاً لرأى الدكتور رفعت سيد أحمد مدير مركز يافا للدراسات والأبحاث، مؤكداً أن الفريق «السيسى» فهم سيكولوجية المصريين العاطفية، فجاءت كلماته من القلب، ولم يكن مُعداً لكلمة مسبقة، ولم يفكر فى ترديد مصطلحات صعبة باهتة على آذان الناس، وهذا لا يعيبه مطلقاً كمسئول سياسى كبير. الجمل الاعتراضية من أبرز الأدوات التى يحرص «السيسى» على استخدامها مثل «خلّى بالكم - مش كده - لأ مايصحش»، والتى تعطى لمحة تشويقية للمتلقين، خصوصاً أنها جاءت فى أسلوب يعتمد على السجع والقافية، الأمر الذى يرى «رفعت» أن به ذكاءً شديداً، ففى هذا الظرف السياسى المشحون والتشرذم الذى نشهده فى المجتمع، يحتاج الشعب لمن يخاطب قلبه، ويصل إلى المستهدف بشكل مباشر. النقطة السلبية الوحيدة فى الخطاب، حسب كلام «رفعت»، أنه كان ينبغى أن يتحدث عن الوطن العربى وليس مصطلح العرب فقط، لأن هناك فرقاً بينهما، فالوطن تعبير سياسى عام، لكن الوطن العربى، به درجة عالية من الانتماء إلى العروبة والأرض، لكنها فى النهاية كلمة تلقائية تعبر عن نفس المحبة للشعب المصرى والعرب. الدكتور سيد صبحى، أستاذ الصحة النفسية بجامعة عين شمس، يرى أن استخدام «السيسى» لبعض الجمل العاطفية مثل: «إحنا بنحبكم وتحت أمركم.. الجيش والشعب، لأ ما يصحش، الشعب والجيش والشرطة إيد واحدة»، جعله أقرب إلى قلوبهم، فخرج إلى الشعب بوجدان الرجل المصرى، الذى لا يعرف الألفاظ المنمقة المتشدقة والبعيدة بلا شك عن القلوب، الأمر الذى جعله ينال إعجاب الناس، مثلما كان الرئيس الراحل السادات، يجلس على «المصطبة» ويتكلم إلى الناس.